هي لا تعلم متى سكنت تلك الجزيرة! ولكنها تعلم أنها جزيرة نائية لا حياة فيها، ولم تطأها قدم بشر إلّا هي وطيور كانت بها. لتستيقظ كل صباح حتى تغمرهم بحبها ولترسم على رمال الجزيرة صوراً بأجمل الألوان، لترقص معهم حباً على الشواطئ فأتقنت بذلك فن تلوين السعادة والمرح والاستمتاع بحياتها.. تنحني وتضع كفيها تحت أقدامهم لتغطيهم في الليالي الباردة وبمعطفها تحميهم من أمطارٍ دافقةٍ فتتقن فن تلوين الأمن والأمان. إنها لا تذكر شيئًا في حياتها إلا انها كانت تركض في طرقات حياتهم لتزيل كل الحجارة والصخور التي تعرقل خطوات حياتهم وتُزْهِرُ الزهور امامهم، ولتجرد القهر والتعب من سخط حياتهم، ولتلتمس أناقة مشاعرهم وبذلك تتقن فناً جديداً لتلوين حياتها بالجانب المشرق من شعاع الشمس لكل يوم كان يمر بها على تلك الجزيرة ومن خلال التأمل في خلق الله وابداعه أتقنت أعلى درجات الفن لتلوين حياتها. إن الحياة أقرب ما تكون بلوحة مفاتيح البيانو لا يكتمل لحنها بالمفاتيح البيضاء فقط فلا بد من استخدام المفاتيح السوداء أيضا فالحياة جميلة لمن أراد أن يتقن تلوينها.