الجرب يعتبر من الأمراض القديمة التى مرت على كل العصور، وكان يعتبر في الماضي من الأمراض الخطيرة لدرجة أن الناس كانوا يبتعدون عن الشخص المصاب أو الاختلاط به ولكن مع تقدم العصر أصبح علاج الجرب سهلاً وبسيطاً. فالجرب مرض جلدي معدٍ تسببه حشرة أو جرثومة طفيلية صغيرة جدًا ولا يمكن رؤيتها بالعين المجردة ولها ثماني أرجل تسكن على سطح الجلد الخارجي وذلك بحفر خندق أو قناة سطحية لوضع البويضات ما بين بويضة لبويضتين يوميًا على مدار أسبوعين الى ستة اسابيع وهذه المرحلة التي تسمى بمرحلة الحضانة أو مرحلة العدوى وهي أخطر مرحلة لانتقال المرض والعدوى عبر الملامسة المباشرة مع الشخص السليم أو من خلال ملابس المصاب لأن في هذه الفترة المصاب لا يشتكي من أي أعراض وبالتالي خطورة هذا المرض في سرعة انتشاره بين الناس بسبب وجود الطفيل والبويضات على سطح الجلد وبعد انتهاء فترة الحضانة أو العدوى تبدأ ظهور الأعراض على المصاب بمجرد تحويل البويضات الى يرقات وتبدأ فى التحرك فى الخندق. ومن أهم أعراض المرض الحكة الشديدة في الفخذ والأرداف وحول السرة وبين الأصابع والأعضاء التناسلية وتزداد اثناء الليل، وظهور بقع حمراء وأحيانًا قشور وجروح طولية بسبب شدة الحكة مما يؤدي الى التهاب الجلد، والطفيل أو الحشرة تستطيع أن تعيش أيضًا خارج جسم المصاب لمدة تتراوح ما بين 48 إلى 72 ساعة. العلاج والوقاية من هذا المرض هو الهدف من قتل الحشرة والبويضات التى تسكن الجلد من خلال قفل الخنادق السطحية باستعمال بعض الدهون الموضعية ومن أهمها مرهم اسمه بير ميثرين 5% يدهن على جميع الجسم بكامله ما عدا الرأس وبعد 8 ساعات إلى 12 ساعة يتم الاستحمام بماء دافئ وبليفة خشنة وصابون كبريت يتكون من اكسيد الزنك لازالة الجراثيم والبكتريا التي تسبب الحكة، وبعد الاستحمام ممكن تستعمل كالامن لوشن للترطيب وتلطيف الجلد مع حبة واحدة من مضادات هستامين لتخفيف الحكة، وبعد أسبوع تكرر نفس العملية مرة أخرى حتى يتم القضاء على بقية الطفيليات لو كانت ما تزال باقية، والمفترض بأن الحكة ستقل تدريجيًا بعد شهر بصفة كاملة. هيثم محمود شاولي طبيب جلدية