أبدى عدد من أهالي الباحة استياءهم من تواصل حرائق مكب النفايات لأربعة أيام متتالية، مشيرين إلى ما تسببه من تلوث وروائح كريهة عبر الأدخنة المتصاعدة، التي أزكمت الأنوف، ورفعت معدلات حالات الجهاز التنفسي، فضلًا عن تأثيرها على البيئة، متسائلين عن سبب تكرارها، بالرغم من إعلان أمانة الباحة تعاقدها مع شركة متخصصة لإدارة مرمى النفايات، والتخلص منها بالطمر الصحي. ومن جانبها تواصلت «المدينة» مع متحدث الأمانة للتعليق، إلا أنه لم يرد. «المدينة» قامت بجولة على مرمى النفايات بالباحة، وحاول وافد -مسؤول الشركة المشغلة بالموقع- إعاقة الجولة، مبديًا انزعاجه من وجود الصحيفة، وأكد أن هناك توجيهات بمنع الصحافيين من التصوير والدخول للموقع، وكشفت الجولة عدم وجود آلية مقننة للطمر الصحي، واهتمام الشركة المشغلة بفرز النفايات التي يمكن الاستفادة منها، وإهمال بقية المرمى، واستمرار اشتعال النيران في أودية المكب فيما تحاول الشركة إطفاء الحرائق، بتفريغ مياه الصرف الصحي للسيطرة على الحرائق المشتعلة. وحمّل رئيس لجنة حماية البيئة بمنطقة الباحة عبدالله مكني أمانة الباحة مسؤولية الحرائق المتكررة، وعدم متابعة الشركة المشغلة، وإلزامها بالطمر الدوري للنفايات، وإطفاء الحرائق في حينها، موضحًا أن موقع المرمى غير مناسب وقريب من المخططات والتجمعات السكانية؛ ما قد يسبب أزمة بيئية للإنسان والمكان، وأضاف مكني أن اللجنة قررت في اجتماعها الطارئ الرفع لسمو أمير الباحة بتكرار حرائق المرمى ومخاطبة الأمانة بهذا الشأن، وتساءل مكني عن غياب الرقابة عن الشركة المشغلة، مبينًا أن توقيع مذكرات التفاهم مع الجهات الحكومية والخاصة هدفها في الأصل حماية البيئة، والحد من التلوث بشتى صوره، مطالبًا أمانة الباحة بإيجاد حلول سريعة للقضاء على حرائق المكب، والتي ما زالت مستمرة. وقال عبدالله حمدان الغامدي: إن الروائح الكريهة تسببت في مشكلات صحية للأطفال وكبار السن، فضلًا عن تلوث الهواء والتربة، وما يزيد الطين بلة أنه وبالرغم من وجود محطات لتكرير مياه الصرف، فإن العمالة ما زالت تفرغ تلك المياه الآسنة في الأدوية المحيطة. وتحدث سعيد الغامدي عن أسباب تكرار الحرائق بالرغم من تعاقد الأمانة مع شركة متخصصة بملايين الريالات، ولم يطرأ أي تغيير، بل إن الحرائق والأدخنة السامة لا تزال تنبعث من الموقع، مطالبًا بالتحقيق مع الشركة المشغلة، ومعرفة أسباب عدم قدرتها على معالجة حرائق مرمى النفايات في حينها. وتساءل عبدالرحمن عطية الغامدي عن أسباب اشتعال الحرائق واستمرارها لأكثر من أربعة أيام دون حلول، مضيفًا أن الأدخنة تشاهد من مسافات بعيدة، وتأثيرها يمتد للمنازل والمدارس، كما أن مكب النفايات بات قريبًا من التجمعات السكنية.