تسبب تصاعد دخان حريق مرمى النفايات شمال مدينة الباحة، في أضرار كبيرة لسكانها، واستمر الحريق ما يزيد على ثلاث ساعات، شوهد الدخان على مسافة 70 كم من بعض المحافظات، إذ ساهمت الرياح على انتشار مساحة الحريق. على صعيد متصل، تابع أمير الباحة الحريق ووجه بالتحقيق في الحادثة ورفع تقرير له، وباشر الحريق فرقتان من الدفاع المدني، ووفرت أمانة الباحة ثلاثة صهاريج مياه ومثلها «قلابات» و«شيولات» و«بلدوزر» للمساهمة في إخماد الحريق عن طريق الطمر، ولم ينتج عن الحريق أي أضرار مادية أو بشرية. على صعيد متصل، لم يجد 200 مواطن من وسيلة لتفادي أضرار التلوث من انبعاثات مردم النفايات على طريق العقيق سوى الاستجارة بأمانة الباحة والمجلس البلدي. وانتقد أهالي الباحة وقوع تلك الحرائق المتكررة في مرمى النفايات، خصوصا قرى بني فروة والكراء وبشير والسواد وجدرة وغثران ومدينة الملك سعود الرياضية، ومن كثرة الروائح الكريهة من أثر الدخان. ويؤكد سعيد غرم الله سعدي أن اشتعال الحرائق في مرمى النفايات ومردمها المجاور لأحياء ومنازل وقرى يعرض الأطفال وكبار السن لإشكالات صحية، موضحاً أن النار شبت في المردم من ليل (الجمعة) حتى فجر أمس (السبت)، ما نشر سحبا من الدخان الملوث دفعته الرياح باتجاه قرى بني فروة والحماد والأحياء الجديدة المجاورة، مؤملاً أن تتم معالجة مردم النفايات بطرق تقنية ذات جودة عالية أسوة ببقية المناطق. فيما أبدى عبدالرحمن سحمي أسفه أن المردم مجاور لحلقة بيع الأغنام والمسلخ، ما يعني تلوث الإنسان والحيوان، مؤكداً أن مثل هذه الاشتعالات في مرمى النفايات تتكرر في أكثر من موقع، خصوصاً في العطلة الأسبوعية، وتطلع إلى تدخل أمانة الباحة والمجلس البلدي ونقل المردم من موقعه الحالي أو معالجة وضعه بتأمين أجهزة حديثة شأن بقية المدن. وفي الوقت الذي تساءل منصور محمد الغامدي: «أين مشروع الطمر الصحي؟» موضحا أن الحرائق في مرمى النفايات أصبحت متكررة، فإن ممدوح الغامدي طالب بحماية البئية من تلك الحرائق، فيما أشار مهدي الزهراني أن أهالي المندق (60 كيلا عن الباحة) أن أدخنة الحريق كانت مرتفعة في أرجاء الباحة. من جهته، وعد أمين منطقة الباحة الدكتور علي السواط بالوقوف على المردم، مؤكداً أنه حدث حريق في المرمى بسبب التفاعلات الكيميائية وتصاعدت منه الأدخنة، فيما أوضح رئيس المجلس البلدي أحمد مسفر آل هادي أن من مهام المجلس معالجة كل الإشكالات التي تلحق بالمواطنين من الخدمات البلدية في إطار الحدود الجغرافية للمجلس، وعدّ الدخان الناجم عن المردم تلوثا بيئيا يؤثر على البيئة عموماً والحياة الإنسانية والحيوانية والنباتية خصوصاً، مؤكداً أنه تم التواصل مباشرة مع وكيل الأمانة للخدمات المهندس سعيد شلاش، الذي كشف أن الأمانة لم تتعمد حرق المرمى وما نجم كان بسبب تفاعلات المواد الكيميائية المتواجدة في النفايات، لافتاً إلى أنه طلب منه إيجاد حل لهذه المشكلة ونقل المرمى بحكم الزحف العمراني ولقربه من سوق الأغنام والمسلخ، فلا بد من نقله من هذا الموقع، وأبدى استعداد الأمانة لنقله كون لديهم موقع مستوفى الدراسة ليكون مدفناً هندسيا، مشيراً إلى أنه سيتم اطلاع الأمين على التصاميم الخاصة بالمدفن، وباعتماده سيتم النقل للمردم الجديد، بعيداً عن المواطنين والمرافق الحيوية.