قامت شبكة تلفزيون CBS يوم أمس ببث المقابلة المنتظرة، والتي أُجريت مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، وذلك قبيل زيارة سموّه للولايات المتحدةالأمريكية هذا الأسبوع لإجراء محادثات رفيعة المستوى مع الرئيس الأمريكي، إضافةً إلى زيارة عدد من المدن الأمريكية وتوقيع عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم بين البلدين. المقابلة جاءت في وقتٍ هام لتصف للعالم بشكلٍ عام والشعب الأمريكي بشكلٍ خاص طبيعة ثوب الإصلاح السعودي الجديد، والذي يتحلَّى بالجرأة والشجاعة ومواجهة المصاعب والتحديات، كما يتحلى بالمحافظة على القِيَم والثوابت والعادات والتقاليد، مع التأكيد بأن السعودية تعيش اليوم مرحلة تغيير شامل وتطوير سريع في كثير من قطاعاتها المختلفة، ومن خلال العديد من الخطط والتي سبق أن تم عرضها عبر رؤية السعودية 2030. كانت المقابلة فرصة مهمة للتأكيد على العديد من المرتكزات الأساسية، وفي مقدمتها ضرورة العودة للسعودية الحقيقية، والتي كان أهلها يعيشون حياة طبيعية، وكنا نتطوَّر كأي بلدٍ آخر حتى وقعت أحداث 1979م، فعشنا بعد ذلك العام كابوساً حقيقياً سيطر على معظم مفاصل حياتنا، وحرم النساء من العديد من الحقوق الاجتماعية والاقتصادية المختلفة، وغيَّر الكثير من العادات والتقاليد الطبيعية دون قوانين شرعية واضحة، وحدد لها تعريفات ومفاهيم ضيّقة وألزمها بها، واعتبر ما عداها مخالفة، وسمح لبعض الجماعات الإرهابية بالتغلغل في مجتمعنا والسيطرة على بعض قطاعاته المختلفة، وفي مقدمتها التعليم، كما ساهم في نشر الفساد وانتشاره حتى تم دحره مؤخراً ولجمه. ذكرت قناة (فوكس نيوز) الأمريكية في تقريرٍ لها نُشِرَ في صحيفة المدينة بالأمس بمناسبة زيارة سموه لأمريكا «أنه من الصين إلى كوريا الجنوبية لم تقم دولة نامية بتنفيذ إصلاحات اجتماعية واقتصادية مهمة في فترة قصيرة كما فعل الأمير محمد بن سلمان لوضع السعودية ضمن الدول المتقدمة، مشيرة إلى أن من أهم التحديات بالنسبة لولي العهد قيادة تحول اجتماعي اقتصادي مع محاربة التطرف والأفكار المتطرفة في العالم»، وهذا ما أكدت عليه مقابلة برنامج (60 دقيقة)، حيث أكَّد سموه (يحفظه الله) أن التحدي الكبير الأول الذي يُواجهه هو (أن يؤمن الناس بما يقوم به). المقابلة التي عُرضت في أحد أهم البرامج الأمريكية، وشاهدها عشرات الملايين حول العالم، أظهرت للعالم المستقبل المشرق -بإذن الله- للسعودية، وبيَّنت لهم جمال ثوب الإصلاح الجديد، والذي حرصت السعودية على أن يكون مختلفاً وعصرياً ومتطوراً في ظاهره، ومحافظاً على أساسه وباطنه.