يترقب العالم اليوم، بدء زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع- للولايات المتحدةالأمريكية، التي تحفل بمحطات سياسية واقتصادية وتقنية وعسكرية وعلمية وثقافية غاية في الأهمية. ومن المتوقع أن يستعرض سموه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سير العلاقات الثنائية الراسخة بين البلدين، وسبل دعمها على جميع الأصعدة، إضافة لبحث الملفات الساخنة في المنطقة والعالم. ومن واشنطن العاصمة إلى نيويورك وبوسطن، إضافة إلى سان فرانسيسكو وهيوستن، ستمضي الزيارة؛ لتحقيق أهداف أيديولوجية على الأصعدة كافة. ومن المتوقع كذلك عقد بعض الاتفاقات ومذكرات التفاهم بين البلدين في مجالات مختلفة، أهمها المجال العسكري والاقتصادي والعلمي. ومتوقع أن يطغى اكتتاب أرامكو على الملف الاقتصادي، إضافة إلى استعراض أهم ملامح رؤية 2030 الاقتصادية. ووفقًا لجدول الزيارة من المقرر أن يلتقي ولي العهد مع كبار المسؤولين التنفيذيين في صناعة السينما في لوس أنجلوس لنقل الخبرات، وبحث كيفية الاستفادة في تطوير صناعة السينما في الرياض، إضافةً إلى عقد لقاءات مماثلة مع كبار المديرين التنفيذيين العالميين، بما في ذلك رؤساء شركة أبل وشركة جوجل. هكذا يمضي ولي العهد من القاهرة حيث لقاء الأشقاء، إلى لندن حيث التنسيق مع الأصدقاء، إلى واشنطن حيث التعاون البناء مع الحلفاء، استهدافًا لمصلحة المملكة ومصالح الأمتين العربية والإسلامية. محاربة التطرف في الصدارة من جهتها، قالت قناة «فوكس نيوز» الأمريكية: على جميع المحللين الغربيين، خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدةالأمريكية خلال الأيام القادمة- وَضْع العامل الأساسي الذي يجب أن يُنظر إليه، وهو أنه للمرة الأولى منذ نصف قرن، يظهر زعيم جريء وشجاع، مصمم على مواجهة كل التحديات والمصاعب. وأشارت إلى أنه من الصين إلى كوريا الجنوبية لم تقم أي دولة نامية بتنفيذ إصلاحات اجتماعية واقتصادية مهمة في فترة قصيرة، كما فعل الأمير محمد بن سلمان لوضع السعودية ضمن الدول المتقدمة في القرن الواحد والعشرين. ورأت القناة في تقرير مطول أن من أهم التحديات بالنسبة لولي العهد، قيادة تحول اجتماعي اقتصادي مع محاربة التطرف والأفكار المتطرفة في العالم. ويضيف تقرير فوكس نيوز أن بعض التقارير الغربية تركز على أخبار سطحية، يثبت دومًا عدم صحتها، ويحاولون التقليل من الجهود الكبيرة للسياسات الداخلية والخارجية، ولا يركزون على الإنجازات والتغييرات الكبيرة التي حققها السعوديون خلال فترة قصيرة. إيقاف عدد من المسؤولين في قضايا فساد وأضافت بأن الأمير محمد بن سلمان أجرى جراحة اقتصادية جريئة ناجحة، من خلال خفض الدعم الحكومي، والتوجه للخصخصة، وتقديم الدعم مباشرة للمحتاجين؛ ما يعد ضربة قوية للأثرياء والنخب التي كانت تستنزف خزائن السعودية. كما تم إيقاف عدد من رجال الأعمال والأمراء والمسؤولين في قضايا فساد. وقالت قناة «فوكس نيوز»: إن الإصلاحات المحلية التي يقودها الأمير محمد بن سلمان تتواكب مع محاربته التطرف، وقد أدان بشكل علني وبصوت مرتفع لا لبسَ فيه جميعَ الأيديولوجيات المتطرفة. تمكين المرأة من قيادة السيارة كما سمح للنساء بقيادة السيارة في وقت كان فيه بعض أصحاب الأفكار الرجعية يرفضون ذلك، إلا أن ولي العهد كسر حاجزًا نفسيًّا كبيرًا أمام تمكين المرأة. وتابعت: وعلى الصعيد الإقليمي يدرك الأمير محمد بن سلمان التهديدات الإيرانية للمنطقة، كما أنه عمل على حماية بلاده من خطر الحوثيين المدعومين من إيران، وإعادة الشرعية في اليمن. ولا يمكن تجاهل ذلك الخطر الذي يشكل تهديدًا للمملكة والمنطقة. وقالت: كانت ستفعل الولاياتالمتحدة الأمر ذاته لحماية أمنها القومي لو كان الاتحاد السوفييتي طوّر تحالفًا مع ميليشيات مكسيكية مدججة بالسلاح، ومدربة بشكل عالٍ، وممولة كذلك في ذروة الحرب الباردة. وذكر التقرير الأمريكي أنه يجب على أولئك الذين لديهم مصلحة خاصة في استقرار المملكة العربية السعودية وازدهارها والمنطقة- أن يولوا الاهتمام الواجب لعمق واتساع التحديات التي تواجه ولي العهد حاليًّا، ويجب عليهم أن يدركوا مدى أهمية نجاحه، ليس فقط بالنسبة لبلاده، ولكن أيضًا للعالم الإسلامي.