اهتمت العديد من الصحف البريطانية بزيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ومن المتوقع أن تساهم المباحثات في تعزيز الشراكة بين المملكة وبريطانيا في مجالات الدفاع والاستثمار، بالإضافة إلى مكافحة التطرف. يشار إلى أن زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى بريطانيا تعتبر الأولى منذ توليه ولياً للعهد، وذلك لإجراء محادثات مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي، وغيرها من كبار المسؤولين في بريطانيا. «مستقبل السعودية». «ليس من المعتاد أن تثير زيارة مسؤول غير رأس الدولة مثل هذا الاهتمام الذي تثيره زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى بريطانيا»، هكذا تستهل الصحيفة افتتاحيتها. لكن محمد بن سلمان ليس ولي عهد السعودية فقط، بل الشخصية الأكثر أهمية في كل منطقة الشرق الأوسط، كما ترى الصحيفة، حيث بفضله ستودع المملكة ماضيها. ولا تكمن أهمية ذلك في تأثيره على الوضع الداخلي فقط، بل ترى الصحيفة أن له انعكاسات على علاقات السعودية بالعالم الخارجي أيضا. وتكمن أهمية السعودية لبريطانيا بكونها شريكا دفاعيا وسوقا ومستثمرا مهما وكذلك شريكا في مكافحة التطرف. استثمارات واتفاقات من جانب آخر، توقعت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن يوقع الأمير محمد بن سلمان سلسلة من الاتفاقات مع الحكومة البريطانية، في صفقات قال دبلوماسيون يمكن أن تصل قيمتها إلى أكثر من 100 مليار دولار. ونقل التقرير عن مايكل ستيفنس الباحث في معهد رويال يونيتيد سيرفيسز قوله: إن «الزيارة تهدف في المقام الأول إلى تعزيز الثقة في الإصلاحات الاقتصادية التي يقوم بها ولي العهد»، مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية باتت مكانا جيدا للاستثمار. ووفق التقرير، قال سام بلاتيس، الرئيس التنفيذي لشركة «مينا كاتاليستس»، وهي شركة استشارية: «ولي العهد يحاول بشكل استباقي إعادة توجيه الاقتصاد حول الصناعات المعرفية الجديدة، ويهدف هذا إلى جذب الدراية الأمريكية لتفريغ جدول أعماله». قضايا إقليمية قالت صحيفة «الإندبندنت»: إن المباحثات بين ولي العهد ورئيس الحكومة البريطانية تيريزا ماي تستطيع وضع حد للحرب الأهلية في سوريا، خاصة وأن كليهما بحاجة إلى إثبات نفسه أمام الجمهور. وبحسب «الإندبندنت»، قد لا يكون لتحالف «محمد - ماي» نفوذ قوي في الولاياتالمتحدة أو الصين، ولكن من المؤكد أن لديهم القدرة على التواصل مع كل من اللاعبين الرئيسين في سوريا، التي باتت تعتبر مسرحا لحرب إقليمية متكاملة. البريكست صرح وزير خارجية المملكة عادل الجبير أن بلاده تتوقع علاقة «أقوى» مع بريطانيا بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي. وقال الجبير، في تصريحات إلى شبكة سكاي نيوز «نحن متفائلون بشأن بريطانيا». وردا على سؤال حول ما إذا كانت بريطانيا قادرة على الاعتماد على المملكة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن السيد الجبير أكد أنه أمر لا لبس فيه. وأضاف «دون شك، كانت دولنا حليفة لعدة سنوات، وقد اعتمدت دولنا على بعضها البعض في مجالات كثيرة، ولا أتوقع أن يتغير هذا».