حذر خبير بيئي من تفاقم التلوث في بحيرة الأربعين وسط جدة، مشيرًا إلى أن سكب مياه الصرف الصحي على مدار سنوات طويلة بداخل مياه البحيرة- أسهم في تكاثر الكائنات البكتيرية، والقضاء على الحياة البحرية، وهروب الطيور، وشدد الخبير على ضرورة تنفيذ الحلول المتمثلة في إيقاف سكب الملوثات بالحبيرة، وفتح معابر مع البحر الأحمر لتحريك المياه، ولفت إلى إعداد جامعة الملك عبدالعزيز دراسة علمية؛ لإعادة تأهيل البحيرة، وتم تقديمها للأمانة، لكنها لا تزال حبيسة الأدراج، ومن جانبها أوضحت أمانة جدة أنها تعمل جاهدة للسيطرة على كل مسببات التلوث، فيما نفت شركة المياه الوطنية مسؤوليتها عن أي تلوث بالبحيرة. أمانة جدة: السيطرة على مسببات التلوث ولم نرصد مصبات أوضح المركز الإعلامي لأمانة محافظة جدة أن «الأمانة» تعمل جاهدة للسيطرة على كل مسببات التلوث، بالتعاون مع الجهات المعنية بحماية البيئة، من خلال العديد من المهام، ومنها المشاركة في لجنة إغلاق المصبات الصرف الصحي غير النظامية، الصادرة من المنشآت الواقعة على البحيرة، أو من التعديات على شبكة مياه الأمطار والسيول. وأضف المركز أنه لم يتم رصد أي مصبات أو وصلات غير نظامية على الشبكة مؤخرًا، كما سبق وأن أعلنت هيئة الأرصاد وحماية البيئة وشركة المياه عن إغلاق مصبات محطات المعالجة التابعة لشركة المياه الوطنية (مصب محطة الرويس في بحيرة الشباب، ومصب محطة البلد في بحيرة الأربعين). مدرس: الحل في وقف سكب الملوثات وفتح معابر مع البحر قال الأستاذ المشارك ومتخصص الكائنات البحرية الدقيقة وأمراض الأسماك، بجامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور محمد مدرس: إن معدلات التلوث في بحيرة الأربعين في تصاعد مضطرد، وأشار إلى أن الجامعة، ممثلة بكلية علوم البحار وضعت دراسة علمية لإعادة تأهيل البحيرة، وقدمتها للأمانة، ولكن لم يتم العمل بها إلى وقتنا الحالي، لافتًا إلى أن سكب مياه الصرف الصحي من قبل شركة المياه الوطنية على مدار سنوات طويلة بداخل مياه البحيرة- أسهم في تكاثر الكائنات البكتيرية، والقضاء على الحياة البحرية، وهروب الطيور، وانتشار الروائح الكريهة، وتأكد من خلال التحاليل المعملية أن مياه البحيرة تتعرض للتلوث من قبل جهات عدة، أسهمت في وصول بحيرة الأربعين إلى ما هي عليه الآن. وشدد الدكتور مدرس على أهمية تنفيذ ما تم التوصل له في الاجتماعات، وما أوصت به اللجنة المكلفة بدراسة وضع البحيرة، والوقف الفوري لسكب الملوثات فيها، إضافة لفتح معابر لدخول وخروج المياه واتصالها مع البحر؛ حيث لا يوجد حاليًّا سوى مدخل واحد لمياه البحر للبحيرة، ولا يفي بالغرض وهو تحريك المياه بشكل طبيعي، يمكن أن يساعد في علاج الوضع المتفاقم في البحيرة التي أصبحت مصدر إزعاج للسكان. شركة المياه: لا مصبات للصرف ببحيرة الأربعين أكد مدير وحدة أعمال جدة، المهندس محمد بن أحمد الزهراني أن ادعاء سكب مياه الصرف الصحي في بحيرة الأربعين لا تسنده الحقيقة؛ حيث لا يوجد أي مصب صرف صحي تابع للمياه الوطنية على البحيرة، لافتًا إلى أن الشركة قامت في وقت سابق بإغلاق مصب محطة المعالجة في البلد بجدة، التي تستوعب (80) ألف م3 يوميًّا، وحولته إلى محطة المعالجة الثلاثية بالخمرة (الخمرة 4)، إضافة إلى تحويل مصب محطة المعالجة بالرويس التي تستوعب (64) ألف م3 إلى محطة المعالجة الثلاثية بالمطار (المطار 1)؛ حيث تم إغلاق المصبيّن بشكل نهائي.