ابتداءً من الشيبِ حتى هديل الأباريقِ تسترسلُ اللغة الحجريةُ بيضاء كالقارِ .. نافرة كعروق الزجاجةِ قال المغنِّي: يعاقرني كل يوم غياب القوافلِ قلتُ : يؤرِّقُك الزمن المتقابلُ للجرح بوابتانِ: من الخمر والزنجبيلْ للقصيدة بحر طويل وليل طويل ودهر طويلْ قال المغني: لصوتي رائحة الجوعِ قلتُ: لوجهك لونُ البراري للجرح وجهان: من ظمإٍ نادمته الحناجر من وطن للطريق المهاجرِ يحتدُّ صوت المغني .. يكبِّل في قامة الريح امرأةً وكتابًا .. وقبرًا قديمْ - كيف أُغمد أوردتي في السديمْ .. كيف أُخرج من شبق الطين موتًا يتيمْ؟ - ابتكر للدماء صهيلًا تدثر بخاتمة الكلمات بالبخور الذي يتناسل في الطرقات ابتكر للرماح صبوحًا دماؤك موغلةٌ في القناديل وجهك منتجع للغات ابتكرْ للطفولة شكلًا.. كتابًا تطارحه الخوفَ تقرأ فيه محاق الكواكبِ تكتب فيه حروف الندمْ . ابتكر للطفولة عرسًا تعلِّق فيه التمائمَ واللعبَ الورقية.. والأغنيات