أثار تداول مواقع التواصل الاجتماعي صور بقعة بيضاء على بحر جدة قبالة الكورنيش، المخاوف من التلوث ونفوق الأحياء البحرية، ووصف عدد من المغردين البقعة بأنها (تلوث بحري) خطير يستدعي تدخل الجهات المختصة، وقالوا إن العديد من الفنادق الكبرى تقوم بسكب مياه الصرف الصحي في البحر، الأمر الذي يساهم في تلويث المياه والقضاء على الثروة السمكية. من جانبه أوضح المتحدث الرسمي لهيئة الأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني أن ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي ليس سوى «عكارة» للمياه الجوفية التي يتم تجميعها ومن ثم تصريفها في البحر، وعندما يتم سكب المياه الجوفية واختلاطها مع البحر تتشكل باللون الأبيض والذي أثار اهتمام زوار الكورنيش، مشيراً إلى أن الأرصاد ستقف على الوضع للاطمئنان، ولا تداعيات بيئية له إطلاقا، وشدد على أن الأرصاد تقوم بين الحين والآخر بالتفتيش والرقابة على جميع من يقوم بوضع «مصبات» لسكب مياه الصرف الصحي في البحر، وفرض الغرامات والعقوبات المناسبة في حق من يخالف النظام. يذكر أن مغردين في وسائل التواصل الاجتماعي تناقلوا صورا توضح حجم البقعة التي غطت طول الشريط البحري للواجهة البحرية الجديدة لكورنيش جدة، وعبروا عن قلقهم من اللون الغريب الذي غطى البحر، مبدين أسفهم لعدم تدخل الجهات المختصة لوقف هذا التلوث حسب تعبيرهم. حذر الخبير والناشط البيئي وأستاذ الكيمياء بجامعة أم القرى الدكتور فهد التركستاني من أن سكب المياه الجوفية في البحر - لو افترضنا أنها بالفعل مياه جوفية - تصرف غير صحيح ولا يمت للبيئة والحفاظ عليها بصلة، لافتا إلى أن الشريط البحري لمحافظة جدة به أكثر من (600) نقطة تصريف لمياه الصرف الصحي، وتم إغلاق ما يعادل 75% منها، إلا أن الأمر بحاجة إلى فرض إجراءات «صارمة» تساهم في الحفاظ على البيئة البحرية، وأوضح الدكتور التركستاني أن تلك المياه تحمل بداخلها العديد من المواد الكيميائية والتي تدمر الحياة البحرية، إضافة للأضرار على مرتادي الكورنيش، ملمحا إلى أن شركة المياه الوطنية لابد أن يكون لها دور كبير في إغلاق تلك المصبات، وإنشاء العديد من المحطات التي تقوم بمعالجة المياه ثلاثيا.