لم يكن مستغربًا أن تتصدَّر جامعة الملك عبدالعزيز أفضل الجامعات العربية والمحلية، وأن تحتل المرتبة الأولى على مستوى الجامعات العربية والسعودية، كما احتلت هذه الجامعة الرائدة المرتبة الثالثة والعشرين على مستوى قارة آسيا، وذلك حسب تصنيف التايمز لعام 2018م، الذي أُعلن خلال الأسبوع الماضي. وجدير بالذكر أن هذه المستويات المتقدمة جدًا حققتها جامعة المؤسس من بين 2100 جامعة منافسة ضمن هذا التصنيف، وهو عدد غير قليل من الجامعات في آسيا والعالم العربي، ناهيك عن أن بعض الجامعات العربية والعالمية المنافسة مضى على تأسيسها مئات السنوات، أو تجاوز عمرها الألف عام، مثل جامعة الأزهر، وجامعة الزيتونة، خلاف الجامعات الصينية واليابانية والهندية ذائعة الصيت، وكثير منها يحظى بإقبالٍ عالمي كبير، ويبعث لها الطلاب من كل بلاد العالم، وهذه الحقائق لابد من أن تؤخذ بالحسبان، لأن الجامعة التي حققت مركز أفضل جامعة عربية والمركز الثالث والعشرين آسيويًا، جامعة شابة فتية، فقد احتفلت بذكرى تأسيسها الخمسين قبل عامين ونيف، ولكنها خلال هذه المدة القصيرة جدًا من عمر الزمن حققت ما لم تُحقِّقه جامعات أُخَر في مئات السنين، في عدد كلياتها وطلابها وفروعها، وتخصصاتها النادرة والمتفردة، مثل كلية علوم البحار، وكلية الدراسات البحرية، وقسم هندسة الطيران، وقسم الهندسة النووية، وسوى ذلك. ومن نافلة القول، الحديث عن أن كثيرًا من فروع هذه الجامعة الأم، تحوَّلت إلى جامعات سعودية قوية، وملء السمع والصبر خلال عقود قليلة، وأصبحت من أهم الجامعات السعودية، بعد أن كانت فروعًا لهذه الجامعة الولود الودود، كما يحلو لكثير من رجالاتها أن يسموها، وهو اسم يليق بها ويتضمن الكثير من المعاني الرفيعة، فهي ولود لأنها أنجبت عديدًا من الجامعات السعودية الكبرى، مثل: أم القرى وطيبة وتبوك وجازان والحدود الشمالية وجدة بالطبع... وغيرها، ناهيك عن فروع كثيرة لها لا تزال قائمة ومتوقَّع لها أن تستقل، لتصبح جامعات قائمة برأسها، مثل رابغ وخليص والكامل، وهي الودود لأنها رؤوفة ببناتها الجامعات الجديدة والوليدة، فهي تمدها بالدعم المادي والمعنوي واللوجستي، وتزوّدها بالكفاءات العلمية والأكاديمية والقيادية، حتى تستوي على سوقها، فترى أساتذة جامعة الملك عبدالعزيز وأساتذتها، يُسيّرون الجامعات التي انبثقت عنها حتى بعد استقلالها، كما نرى من جامعات مثل جدة وتبوك والحدود الشمالية وغيرها، إما نقلاً أو إعارة، وذلك أعظم معاني المودة. وفي الوقت الحاضر تحظى الجامعة الأفضل عربيًا ومحليًا، برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وفقهما الله، وتشرفت الجامعة بزيارة قائد هذه الأمة مرتين لها خلال عام واحد، كما تشرفت بقبوله -يحفظه الله- الدكتوراه الفخرية من الجامعة، وتتابع جامعة المؤسس مسيرتها الرائدة بقيادة مديرها الفذَّ معالي الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي ومعه ثلة من الكفاءات من الرجال والنساء، لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تخدم الدين والوطن، وبفضل هذه الجهود المخلصة أصبحت الجامعة تمتلك مئة برنامج معتمد دوليًا، وعقدت شراكات علمية مع أفضل الجامعات العالمية والمؤسسات التعليمية الدولية مثل: كامبردج، وأكسفورد، وبركلي وستانفورد، وكلية لندن الجامعية، ومدرسة لوزان للسياحة السويسرية، وجامعة موناش الأسترالية، وجامعة توكاي اليابانية وسواها، وتمخَّض عن تلك الشراكات إنتاج علمي غزير، تمثل في أبحاثٍ علمية رصينة، نُشرت في مجلات علمية مصنفة عالميًا، إضافةً إلى براءات اختراع سجَّلها أساتذة الجامعة وأستاذاتها، وطلاب وطالبات الدراسات العليا. إن تحقيق هذه المراكز العالمية المتقدمة لا يأتي عبثًا، ولا يُشترى ولا يُطلب، ولكن يُكتسب اكتسابًا، ويخضع لأكثر المعايير العلمية والأكاديمية صرامة، وهو ما أكده مرارًا معالي مدير جامعة المؤسس أ. د. عبدالرحمن بن عبيد اليوبي بقوله: «نحن لم نسعَ للتصنيف وليس هو غايتنا وهدفنا، بل غايتنا تجويد مخرجات التعليم والرقي بالبحث العلمي، وقد جاء تحقيق المراكز العلمية العالمية الجديدة جزاءً وفاقًا لتلك الجهود الصادقة المخلصة.