في علم النفس هناك مبدأ يقول إن المثير إذا لم يجد استجابة فإنه ينطفئ. فالمثير الذي يتم تداوله هذه الأيام ،ويقف وراءه حكام قطر، بجعل الأماكن المقدسة تحت وصاية وإشراف دولي، هو المثير نفسه الذي تبثه إيران، بين الفينة والأخرى ،وكتبت عنه في مقال سابق تحت عنوان «سيادة الدولة على أراضيها». ولكن المثير الذي أطلقه نظام الحمدين هذه المرة له طعم ونكهة خاصة حيث يؤكد لنا أنه أتى كنتيجة للمقاطعة التي جعلت هذا النظام الفاشل يبحث عن أية مثيرات لكي يعلن وبصراحة تخبطه في معالجة أزمته ،وتحقيق مطالب مشروعة لدول المقاطعة تحافظ على قطر وشعبها وحكامها ولا تحتاج منهم سوى الاعتراف بالخطأ والعدول عنه لتعود قطر إلى حاضنتها الخليجية. المثيرات التي تبث هنا وهناك لا تخدم حكام قطر بل تزيد من عزلتها وتقوي دول المقاطعة وتجعلها تتخطى حدود المطالبة بال 13 مطلباً إلى أبعد من ذلك وهو إسقاط نظام الحمدين، والإبقاء على أسرة آل ثاني بعقلائها والراشدين فيها لإدارة دولتهم وسحبها ممن اختطفوها بالانقلابات والمؤامرات والدسائس والخيانة والمكر، ودعم الإرهاب والتدخل في شؤون دول ، وتبديد ثروات قطر على مهرجين أمثال الإرهابي القرضاوي والصهيوني عزمي بشارة وغيرهما من المرتزقة والنصابين . المثيرات لا يمكن في يوم من الأيام، كمبدأ نفسي بحت، أن تحل مشاكل بل تعقد المشاكل وتجعل حلها يأخذ منحى غير محمود العواقب. الأماكن المقدسة ليست بطولة العالم لكرة القدم لكي يدفع حكام قطر مبالغ ويستضيفوها بقوة المال والرشاوى، ولم تكن في يوم من الأيام بجزر الواق واق أو قاعدة عسكرية للأتراك واحتلتها السعودية !، ولم تكن في يوم من الأيام القدسالمحتلة منذ عام 67، ولم تقم السعودية بفرش مطار الرياض بالسجاد الأحمر لاستقبال شمعون بيريز المحتل للقدس مكافأة له على احتلال القدس حتى يخرج حكام قطر بمثيرات نكرة نتنة تطالب بوضع الأماكن المقدسة في السعودية تحت الوصاية الدولية وكأننا وطن بلا شعب ولا حكومة مسؤولة عن أماكن مقدسة تدفع مليارات الدولارات لجعل الزوار والمعتمرين والحجاج يؤدون مناسكهم بكل سهولة وطمأنينة وأمان. السعودية ليست قطر تأتي بأتراك وحرس ثوري إيراني وعصابات الإخونجية الذين طردناهم وتخلصنا منهم. السعودية بلد الرجال بقبائلها وعرقياتها ومذاهبها وجميع شرائحها أبيضها وأسودها. المثيرات التي تطلقها قناة الجزيرة لن تؤكل حكام قطر إلا التراب، فجوازات عزمي بشارة وفيصل القاسم وأحمد منصور وغيرهم أجنبية وسوف يرمون ولاءهم لقطر في أقرب حاوية نفايات في مطار قطر، ويأخذون الغلة وحكام قطر يتفرجون على مهازلهم ومثيراتهم التي لا يمكن لحاكم رشيد لا يقرأ ولا يكتب أن يقوم بها ضد دولة قاطعتها ليس لإيذائها بل لمساعدتها على العودة للحكم الرشيد وإنقاذ قطر وشعبها وحكامها من خطر محدق حيث يديرها أجانب مرتزقة نصابون عبدة للدرهم والدينار. نخلص إلى القول بأن التدويل لا يمكن أن ينجح بمثيرات أشبه بفقاعات صابون لن تجلب لحكام قطر إلا الويلات والعواقب الوخيمة.