احتفل مستشفى الدكتور سليمان فقيه منذ أسابيع بمرور أربعين عاماً على إنشائه.. وللأسف كنتُ خارج المملكة ذاك الوقت، وأسفت لعدم حضوري هذه المناسبة العزيزة إلى نفسي، فأنا أكنُّ الحب والتقدير لآل فقيه عموماً، ومنهم الدكتور سليمان -رحمه الله رحمةً واسعة-، فأنا أعرفه منذ أن كان يُعالجني طفلاً في مكةالمكرمة، وأنا أعمل في مستشفاه كاستشاري غير متفرغ منذ أكثر من 17 عاماً، وشاهدتُ الكثير من التطور الطبي بالمستشفى، وعاصرته في عهدي الدكتور سليمان المؤسس -رحمه الله- والدكتور مازن، وهذا الشبل من ذاك الأسد، وفق الله الدكتور مازن للأخذ بالمستشفى لأرقى المستويات، فهي بحق من أرقى المستشفيات على مستوى المملكة بل والشرق الأوسط. ومما أثلج صدري في هذه الاحتفالية هو تكريم العم محمد أبكر عمر تحت شعار شكراً عم محمد، وإليكم نبذة عنه: - عم محمد أبكر عمر.. انضم إلى عيادة الدكتور سليمان فقيه في باب مكة قبل بناء المستشفى ب3 أعوام.. عمل كعامل يحضر العيادة، ويجهز المعدات والأدوية وأخذ المواعيد.. ثم انتقل مع الدكتور سليمان في وقت بنائه للصرح الشامخ، وبات يشرف على البناء ويحرس المكان.. وقد كان أول موظف ينضم إلى هذه المجموعة الضخمة.. عمل في المستشفى بلا كلل ولا ملل، حيث إنه لم يأخذ إجازة منذ أكثر من 40 عاماً. من المفاجآت أيضاً، أنه حتى في أيّام إجازته الأسبوعية يحضر إلى المستشفى ويقوم بأداء عمله، وهذه البادرة منه شخصياً حباً ووفاءً للمكان.. ويروي أنه يرد الوفاء لأهل الوفاء (عائلة فقيه)، حيث غمروه بالحب، ولم يشعر يوماً أنه في غربه. - رجل لا يوجد لديه عائلة ولا أولاد، قضى عمره فقط للعمل ومساعدة والدته بالمال شهرياً التي تتواجد في اليمن.. العم محمد يعتبر الأب الروحي لكل موظف في فقيه، ويجد كل المحبة والتقدير والاحترام. وأنا أشهد بإخلاص هذا الرجل للدكتور سليمان ومستشفاه، فما أتيتُ مبكراً إلى المستشفى، إلا ورأيت العم محمد يعمل، ولا تركت المستشفى متأخراً، إلا ورأيته يعمل ويعمل بكل جدٍّ وإخلاص ومحبة، فعلاً ينطبق عليه قول الحبيب -صلى الله عليه وسلم- «إن الله يُحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه»، وكنت أُراقبه عن بعد، وهو يُنظِّف الممر الذي أمام الباب الرئيس للمستشفى، فتشعر بإخلاصه في العمل ومحبته له، وكأنه ينظف بيته. بارك الله في العم محمد وفي صحته، وأطال في عمره ووفقه لكل خير، وجعله من السعداء في الدارين، وشكراً للدكتور مازن على هذه اللفتة الكريمة لتكريم هذا الرجل المخلص المعطاء، الذي قلَّ مثله في هذه الأيام، وبالتأكيد أن ذلك سوف يسر الدكتور سليمان -رحمه الله- في قبره، شكراً عم محمد وشكراً دكتور مازن.