لم تتوقع أسرار الشريف أن رحلتها لفرنسا يمكن أن تقودها لتنشئ مشروع العمر كما تصفه، ورغم غرابة الفكرة وحداثتها لم تتردد الشريف في افتتاح أول مغسلة نسائية بجدة في أحد المولات التجارية، وبإدارة وعمالة نسائية سعودية بالكامل، لتنقل التجربة من إحدى مغاسل فرنسا التي زارتها بالصدفة وشاهدت مستوى ودقة العمل فيها، ليكون مشروعها بنظام ال(فرنشايز)، أو بالتحديد امتياز تجاري منقول بكافة مستوى الكفاءة الأوروبية التي شاهدتها على أرض الواقع. تقول أسرار الشريف ل»المدينة» التي زارتها في موقع عملها: إنها لم تكن تعتقد انها ستكون سعيدة بافتتاح مشروعها لحداثة التجربة وتخوفها من عدم الإقبال، لكن الواقع فاجأها بمدى ثقة المجتمع بخدماتها التي تقدمها في المغسلة بإدارة نسائية، والتي افتتحتها منذ بداية عام 2018. وتشير أسرار إلى أن المرأة السعودية أثبتت قدرتها على المنافسة في سوق العمل، وتقول: هذا ما شجعني لنقل التجربة وافتتاح مشروع المغسلة، خاصة وأن كل المغاسل التي توجد في مدينة جدة متواضعة وتدار بأيدي عمالة غير ماهرة، وبدون مراعاة معايير السلامة والنظافة، وهذا ما جعلني أرغب في نقل التجربة التي شاهدتها بأم عينى في فرنسا أثناء زيارتي، حيث إنني وبعد تجربة شخصية هناك شاهدت مستوى الجودة العالية التي لا تقارن بالموجود حاليا في المغاسل التجارية. وتضيف: لم أكن أفكر في الاستثمار أو البحث عن مشروع لكن ما شاهدته من مستوى عمل راق، ولّد لدى رغبة حقيقية لإنشاء مغسلة في جدة بمعايير عالمية، كالتي شاهدتها في فرنسا، ولذلك طلبت لقاء مالكي المغاسل الفرنسية وأبلغتهم أنني أرغب في افتتاح فرع في جدة لهم فأبلغوني أنهم اسم عالمي ولهم فروع في كل إنحاء العالم باستثناء الخليج، ولن يقبلوا بمنحي اسمهم لافتتاح المشروع إلا بتوفر شروط عدة ودقيقة أبرزها أن يروا الموقع قبل الموافقة على منحى الامتياز، وبالفعل وافقت وبدأت في الإجراءات لتنفيذ شروطهم الدقيقة، واستأجرت محلا في أحد المولات التجارية المعروفة بجدة، وبعد زيارتهم له وافقت الشركة على منحى الامتياز التجاري بعد تعهدي بتنفيذ كافة الشروط التي يحددونها بدءا من الأجهزة والمعدات، وانتهاء بالأيدي العاملة. تدريب في الخارج تضيف الشريف: لم يخطر ببالي حينما طلبت منى الشركة ان أوفر عمالة مدربة على مستوى عالٍ إلا في الفتيات السعوديات، لإيماني بمستوى الدقة في العمل والتفاني والأمانة، ولذلك لم أجازف بتوظيف عمالة أجنبية حتى ولو كانت نسائية، خصوصا وأن الشركة اشترطت تدريب الايدى العالمة المراد الاستفادة منها في المشروع بمقرها الرئيس في فرنسا بشكل مكثف ومتخصص وعالمي لمدة 6 أسابيع، ووجدت أن بنات الوطن أولى بهذه الفرصة من غيرهن، وبالفعل أعلنت بمواقع التواصل الاجتماعي ومنصات طلب التوظيف عن متقدمات سعوديات لشغل الوظائف المختلفة في المغسلة، وكانت المفاجأة بالكم الهائل من المتقدمات لشغل الوظيفة، وبعد فرز السير الذاتية تم عمل مقابلات شخصية لاختيار الأفضل، وهنا لاحظت مخاوف وتردد المتقدمات بعد علمهن أن الوظيفة تتطلب أن تعمل في الغسيل والكي، ولكن بعد أن شرحت لهن أن العمل سيكون بمعايير عالمية، وسيتم تدريبهن في الخارج، ويكن الرائدات في هذا المجال، فقبلن بكل حماس، والمفارقة أن كل المتقدمات والمقبولات كن من حملة البكالوريس في تخصصات مختلفة. وتستطرد أسرار أنه تم ابتعاث الفتيات لفرنسا وتحمل تكلفة دراستهن، ومن ثم عودتهن لتوقيع العقود وبدء العمل وانطلاقه بشكل رسمي، وتم تعيين الفتيات على رواتب الجامعيات بتوفير بدلات وتأمين طبي واشتراك في التأمينات الاجتماعية. إقبال جيد وعن العوائق التي واجهتها تقول أسرار: لم أجد معوقات ولله الحمد طيلة فترة دراسة المشروع والبدء في تنفيذه واستخراج تصاريحه، وتضيف: رغم حداثة الفكرة والمشروع إلا أن الإقبال جيد خصوصا من السيدات اللواتي وجدن مكانا متخصصا لغسل ملابس السهرات، والتي كانت دائما ما تذهب ضحية العمالة الوافدة غير المتخصصة في المغاسل الخارجية. وأضافت: نحن نقوم، إضافة إلى الغسل والكي، بتصليح أي خلل في القطعة التي تغسل في مغاسلنا بحرص وعناية، وهذا ما لفت نظري في المغسلة التي شاهدتها بفرنسا، ولدينا خطة مستقبلية لافتتاح أفرع عدة في مدينة جدة. ومن جانبها تقول دانية خميس المدير الإقليمي لسلسلة المغاسل في المملكة: إن المشروع يلقى من المجتمع نظرة إعجاب وقبول أكثر مما توقعنا، خصوصا وأن العاملات لدينا يعملن بجد ومهارة من الساعة التاسعة صباحا وحتى العاشرة مساء لإثبات انفسهن، وأن المرأة قادرة على العمل في جميع المجالات والمحافظة على جودة الخدمة المقدمة للعميل، بالإضافة لاستخدام جميع مساحيق الغسيل والأدوات الآمنة والصديقة للبيئة.