بعد أن نجحت في تخطي كل العقبات التي واجهتها لإنجاح مشروعها «الغريب» تمكنت صاحبة أول مغسلة نسائية بالمنطقة الشرقية من تدريب 25 فتاة سعودية مهارات غسل الملابس بأنواعها وطرائقها المتعددة وكيفية التعامل مع آلات الغسيل الضخمة الخاصة بالسجاد والملابس بواقع دورة مكثفة تستمر 14 يوما في محاولة لتأسيس كادر نسائي للعمل في المغسلة التي تعمل بها الآن خمس سعوديات وخصصت لها جانبين للاستقبال النسائي والرجالي. وقالت آمنة الفهيد صاحبة المغسلة ل«شمس» إن فكرتها التي أكملت عامها الأول ومولت من صندوق الأمير سلطان لدعم مشاريع السيدات، لاقت في البداية معارضة من بعض شرائح المجتمع كونها مشروعا نسائيا يخدم شريحة الرجال بشكل أكبر، مستنكرين أن تعمل الفتاة السعودية في مغسلة على الرغم من أنها الفتاة ذاتها التي تمارس هذا العمل داخل منزلها وتقوم بغسل ملابس أفراد أسرتها بشكل عام بمن فيهم من رجال. وأشارت الفهيد، التي كان والدها يملك مغسلة بأحد أحياء الدمام، إن فكرة المشروع لم تكن من قبيل كسر الاحتكار الرجالي لهذه المهنة، إنما قصدت منها استرجاع مهنة نسائية قديمة أصبح للرجال قصب السبق في تأسيس مشاريعها. وذكرت أن المجال الذي تملك فيه المرأة عنصري المعرفة والخبرة يتمخض عنهما إبداعا وتميزا وقد لا يكون له نظير وهو ما لمسته من الإقبال الرجالي الكبير على مغسلتها والترحيب بها: «مغسلتي لم تأتِ للمنافسة بل لتقديم خدمة مختلفة عما تقدمه المغاسل الأخرى وفي مقدمتها الكادر النسائي الذي يقودها وخدمة إصلاح الملابس التي تختصر على العميل الوقت والجهد علاوة على إضفاء اللمسات النسائية على الملابس من تعطير وترتيب وخلافه إضافة إلى التعامل الخاص لإزالة البقع دون الحاجة إلى مواد أو ماركات عالمية». نبرة التحدي الواضحة في حديث آمنة جعلها تفصح عن أبرز التحديات التي واجهتها خلال العام الأول من هذه المغسلة الوليدة، حيث لم تكن ولادتها باليسيرة على الرغم من التسهيلات المادية والمعنوية التي بسطها أمامها صندوق الأمير سلطان لدعم مشاريع السيدات، من ناحية إجراءات البلدية والحصول على كل التراخيص، بل واجهتها تخوف أولي من قِبل أصحاب العقار من التأجير لسيدة تريد أن تحول المكان إلى مغسلة نسائية ما يرسم أكثر من علامة استفهام على جدية الطلب من ناحية وعلى قدرتها على المكوث طويلا من ناحية أخرى، إلا أنها استطاعت أن تتخطى كل العقبات ما جعل مغسلتها مقصدا لسكان الأحياء المجاورة في الدمام نظير الخدمة المميزة التي تقدمها أيدي العاملات لديها. وعن إقبال السعوديات للعمل في المغسلة أشارت إلى أن الفتيات السعوديات يتسلحن بالتحدي وحب الاستطلاع وهو ما جعل 25 منهن يقصدنها لتلقي دورات في الغسيل الجاف والتعامل مع غسالات سعة 20 كيلوجراما: «بيد أن الفتيات يواجهن ضغوطا اجتماعية من الأهل والأقارب تحول دون استمرارهن في العمل ما يفتح باب التسرب الوظيفي على مصراعيه أمامهن إلا ممن استطعن الصمود. أما عن مدى إقبال المجتمع من تعلم الفتيات مهنة الغسيل ووجود مغسلة نسائية: «لا أرى مانعا يحول دون تقبل المجتمع لهذا العمل أو أن تعمل فيه سعوديات هن بالأصل يقمن بالغسيل في منازلهن سواء ملابس أزواجهن أو أفراد أسرهن». وأضافت أن هناك من رحب وأيد مشروعها في البداية وهناك من مكث يراقب ما قد تسفر عنه هذه الفكرة من نتائج، ومنهم من عارضها وبشدة من قبيل «لماذا مغسلة نسائية.. وماالحاجة إليها؟». وعلى الرغم من كل ذلك تؤكد الفهيد أن نجاح مغسلتها في عامها الأول دفعها إلى وضع خطط مستقبلية لضمان استمرار هذا النجاح عبر التوسع في المشروع بانتقالها إلى الدمام وتقديم خدمات أكثر تميزا تحافظ بها على عملائها وتستقطب آخرين .