نظمت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في العاصمة المقدسة صباح أمس ورشة عمل تعريفية بمبادرة "السعودية وجهة المسلمين"، بمشاركة أكثر من 150 مسؤولا ومختصًّا وممثلا لوزارة الداخلية والحج والعمرة والفنادق وشركات السياحة والعمرة والإرشاد السياحي ومنظمي الرحلات السياحية. وألقت الورشة التعريفية نظرة شاملة على مبادرة "السعودية وجهة المسلمين" التي انبثقت من استراتيجية السياحة الوطنية المستدامة التي اعتمدها مجلس الوزراء، وكذلك مجلس الشورى في إحدى جلساتهما، والأسواق الرئيسة المستهدفة بالتنمية في السياحة الوطنية، وأحد هذه الأسواق هو سوق العمرة الذي يأتي في المرحلة الثالثة بعد السوق المحلية والسوق الخليجية. وأوضحت الورشة من خلال عرض مرئي من تقديم المدير التنفيذي للمبادرة ياسر الزهراني، ماهي مبادرة "السعودية وجهة المسلمين" وأهم أهدافها التي تؤكد على إثراء تجربة المعتمرين والزوار بالمنتجات السياحية الثقافية ذات القيمة العالية والبعد الحضاري للمملكة، متوقعًا نمو عدد المعتمرين إلى 20 مليون معتمر في عام 2020 الأمر الذي ينعكس على إطلاق برامج سياحية نوعية متخصصة تلبي احتياجات زوار الحرمين الشريفين، وخلق الفرص الاستثمارية وتحفيز الاقتصاد الوطني عبر زيادة الإيرادات السياحية من 1- 6 مليار واستحداث آلاف الوظائف. وتناول مسؤول المسارات بالهيئة نايف العنزي، مشروع المسارات السياحية في المملكة والتي تعزز تأسيس مسارات جاذبة مع تطوير المرافق والخدمات السياحية واستكمال البنى التحتية على امتداد المسارات، لخلق وجهات سياحية مستدامة، تساعد في تحقيق رؤية المملكة 2030 من خلال المحافظة على الإرث الحضاري والتاريخي، ورفع الناتج المحلي من القطاع السياحي، وخلق فرص العمل لخفض نسبة البطالة، والاستفادة من المشاريع السياحية في تنمية ودعم الاقتصاد الوطني، مشيرًا إلى أن الهيئة ستعمل على تطوير 85 مسارًا سياحيًّا تشمل كافة مدن ومحافظات المملكة حتى عام 2020. من جهته أكد مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في العاصمة المقدسة الدكتور فيصل الشريف، على أهمية تنظيم هذه الورشة التعريفية التي تهدف إلى أن تكون المملكة العربية السعودية وجهة المسلمين الأولى، من خلال تمكين المعتمرين من الالتحاق برحلات سياحية لمناطق ومدن المملكة المختلفة وربط المعتمرين والزوار ثقافيًّا واجتماعيًّا بالمملكة ليحملوا معهم مشاعر إيجابية ومعرفة صحيحة عن المملكة وشعبها، وتمكينهم من معايشة أهم المواقع في المملكة، والنقلة الحضارية والقفزة الإنمائية التي شهدتها على كل الأصعدة والقطاعات، بالإضافة إلى إبراز المقومات والمزايا السياحية التي تتمتع بها مناطق المملكة لهم، وتنمية سياحة متوازنة ومستدامة، تحقق تنوعًا اقتصاديًّا، وإثراءً اجتماعيًّا، وتوفر فرصًا للعمل، وتحافظ على البيئة والأصالة الثقافية والحضارية للمملكة. وأشار الشريف إلى مشروع المبادرة يسير وفق خطط مدروسة ومراحل تنفيذ شملت وضع الهيكل التنظيمي للمبادرة، وتوزيع المهام على فرق العمل واعتماد الخطة والموافقات اللازمة وتهيئة وتمكين الشركاء والجهات المشاركة في المبادرة من تنفيذ أدوارها بشكل جيد وتنظيم رحلات تجريبية لسياحة ما بعد العمرة لاختبار جاهزية مشغلي العمرة ومنظمي الرحلات، والمرشدين السياحيين، وفروع الجهات المشاركة، واختبار مناسبة عناصر المسارات السياحية التي تشملها الرحلات وآلية التسويق والانتشار. واختتمت الورشة كمنصة حوارية ممتدة جمعت بين مسؤولي الهيئة والحضور أثرت لديهم مفهوم كيف تكون "السعودية وجهة المسلمين" وآلية التنمية والتطوير والتوعية والتسويق لها. وفي رد على إحدى المداخلات كشف مدير تنظيم التراخيص بالهيئة المهندس عبدالعزيز الوهيبي، عن إنهاء التنسيق مع الجهات ذات العلاقة ممثلة في وزارة الداخلية، الشؤون الإسلامية، العمل والتمنية الاجتماعية وجمعية الإرشاد السياحي والبدء بالترخيص للمرشدات السياحيات في القريب العاجل، على أن تنطبق على المرشدة جميع المتطلبات على المرشد، لافتًا إلى تخصيص المرشدة السياحية بالإرشاد فقط في الرحلات السياحية المخصصة للعوائل والنساء والأطفال.