تشهد إيران منذ أكثر من أسبوع خروج آلاف المتظاهرين في احتجاجات طالت العديد من المدن بما فيها العاصمة طهران، ويندد الإيرانيون خلال تلك المظاهرات بالغلاء والفساد والسياسات الحكومية الفاشلة داخلياً وخارجياً وتردي الأوضاع الاقتصادية، وقد عمدت الحكومة إلى استخدام العنف لمواجهة هذه المظاهرات مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى كما عمدت إلى اعتقال المئات كما حاول المسؤولون في الدولة احتواء الموقف ببعض الكلمات والنداءات والتي لم تجد قبولاً أو آذاناً صاغية بل وقفت أمامها شعارات ولافتات تندد بالحكومة الحالية . ما يحدث في ( إيران ) اليوم ليس مسرحية أو أعمال شغب مؤقتة بل هو انتفاضة غير مسبوقة وثورة مليونية ضد نظام الملالي تعد الأكبر بعد احتجاجات 2009م، وهو تحرك ميداني انطلق من مدينة مشهد ثاني كبرى المدن الإيرانية وانتشر في باقي مدن إيران حتى وصل العاصمة وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى بالعشرات وأحرق فيه العلم الإيراني وهي سابقة تعكس الجرأة الكبيرة للنشطاء كما تكسر هيبة النظام الحاكم كما رافق ذلك هبوط قيمة العملة الإيرانية ورفع الصوت للتنديد بالفساد والتدخلات الخارجية وكشف زيف التضليل الديني للإيرانيين وانتشار الظلم والبطالة والغلاء. وللحد من هذه التحركات لجأ النظام الإيراني إلى حجب مواقع التواصل الاجتماعية في حين بدأ التوتر بين الجيش والذي يؤيد بعض ضباطه مطالب المتظاهرين وبين الحرس الثوري والذي يعمل على قمع هذه الانتفاضة . الرئيس الأمريكي قال في تغريدة له بأن « زمن التغيير قد حان في إيران» كما قال بأن « الشعب الإيراني العظيم مقموع منذ سنوات وهو متعطش إلى الغذاء والحرية، وإن ثروات إيران تُنهب وكذلك حقوق الإنسان. حان وقت التغيير»، وتشير الإحصاءات الرسمية أن 35% من الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر في حين تؤكد المعارضة أن تلك النسب مضللة وأن ما لايقل عن 43% من الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر وتتفشى البطالة بنسبة 29% بين الشباب . منذ سقوط الشاه وتولي أصحاب العمائم مقاليد السلطة أصبح الهم الأكبر لإيران التوسع والانتشار في نشر الفتن والقلاقل بالمنطقة وامتد أذاها ليصل إلى العراق وسوريا ولبنان ودول الخليج واليمن وغيرها من دول العالم في حين بقي الشعب الإيراني أسيراً لتلك العصابة والتي حاصرتها العقوبات الدولية جراء جرائمها وتدخلاتها حتى أصبحت معزولة عن العالم، واليوم ينقلب السحر على الساحر وينتهي صبر الشعب الإيراني فينتفضوا ضد ذلك النظام الطاغي، وسواء نجحت هذه الانتفاضة أو لم تنجح فإن طموح الشعب الإيراني وأمله في نيل حريته والخروج من أسر الملالي سيبقى حلماً يراود ذلك الشعب حتى يتحقق .