يُحكى أنَّ أحد الولاة كان يحب أحد أبنائه حبًّا جمًّا.. في حين أن ابن الوالي كان مولعًا بحمار، والذي حرص أن يمنحه الكثير من الخصائص والمميزات.. فكَّر الابن كثيرًا فوجد أن تعليمه اللغة العربية قد تكون الميزة التي تليق بحمار ابن الوالي..!! (1) .. لهذه الغاية جمع الوالي اللغويين والنحويين، ومن تَنَصَّل منهم عن هذه المهمة كان يضرب عنقه بالسيف.. لغوي ذكي قال: أنا أجعله يتحدث بلسان عربي فصيح بعد عشر سنوات.. وافق الوالي ونجت رقبة اللغوي من السيف.. وحين استغرب رفاقه: كيف يمكن أن يحدث هذا؟ قال: لا يمكن.. لكن الممكن أن بعد عشر سنوات إما أن يموت الحمار أو يموت الوالي أو أموت أنا . فهل ماتوا جميعاً وبقي حمار ابن الوالي ؟! (2) .. حمار جحا دخل التاريخ من أوسع أبوابه، وأصبح جزءًا من إرثه الأدبي..!! (3) .. حمار الوالي الفاطمي عاد من جبل المقطم بدون صاحبه، فرح الناس بعودة الحمار، ولم يحزنوا لفقد صاحبه...!! (4) .. وما أكثر الحمير الناطقة بألسنتنا، وتتمدد في كياناتنا، وسيدفع بها التاريخ إلى مزابله النتنة..!! (5) .. أحيانًا لبعض الحمير حظوظ غير تلك (المسبات) التي تلاحقها دائمًا..!! (6) .. غير أن يكون الحمار بحجم قضية محورية، فهذا قد لا يحدث إلا في هذا العصر الذي بلغ ذروته في الانكسار والهوان..!! (7) .. إسرائيل اعتقلت حمارًا فلسطينيًّا في القدس.. واعتقلت أيضًا مالك الحمار بحجة عدم امتلاكه رخصةً لحيازته..!! (8) .. ومن قبل اعتقلت حميرًا في الأغوار وقلقيلية، وأقامت مزادًا علنيًّا لبيع 40 حمارًا، وذلك بعد مطاردتها والاستيلاء عليها..!! (9) .. حتى الحمير لم تسلم من الاحتلال..!! (10) .. هل كانت إسرائيل تخاف من مقاومة حميرنا؟ أم أنها أرادت الاختزال المذل للقضية في اعتقال حمار..؟!! (11) .. وهل سيحتاج فكاك حميرنا إلى سلسلة مفاوضات..؟!! (12) .. ولأن المفاوضات هي كل حيلتنا فإني أقترح على أصحاب الحمير التفاوض على أساس: أنا رب الحمار وللقدس رب يحميه..!! (13) .. غولدا مائير لم تنم ليلة إحراق المسجد الأقصى؛ خوفًا أن ندخل عليهم أفواجًا من كل مكان، وعندما أدركها الصباح أدركت أنها أمام أمة نائمة...!! (14) .. وهذا سر كل هذا التقزيم والهوان..!!