الحكومة الليبرالية في اسرائيل أرسلت شباباً من الكشافة الإسرائيلية ليرشدوا دعاة السلام الى شواطئ غزة، فتعرضوا لإطلاق نار كثيف قَتَل فيه دعاة السلام بعضهم بعضاً. هذه هي رواية حكومة مجرمي الحرب الفاشست، عما حدث في المواجهة في عرض البحر تحت جنح الظلام، وإذا صدّق القارئ الرواية الاسرائيلية فهو قد يصدّق أيضاً: المسيح انتحر. اليهود لم يصلبوه ولم يقتلوه بل تلاميذه فعلوا. والتلاميذ هم الذين قالوا: دمه علينا وعلى أبنائنا من بعدنا، وليس اليهود. الرب قال ليشوع: اقتل الرجال والنساء والأطفال حتى الرضّع، وأقتل الجمال والغنم والحمير، واحتفظ بالذهب والفضة والحديد. يشوع لم يكن يريد قتلهم وإنما هو الرب الذي فعل، فيما كان يشوع يريد توزيع الذهب والفضة عليهم. الرب (رب اليهود) قال ليشوع إن أسوار أريحا تسقط بالزمامير والصراخ. هيكل سليمان موجود فوق الحرم الشريف أو تحته، ولكن الفلسطينيين الذين يحتلون اسرائيل يمنعون التنقيب عنه. وفي رواية أخرى أن الحاج أمين الحسيني نقل حجارة الهيكل سراً الى ألمانيا. ونختصر التاريخ الى ضياع فلسطين، وهناك: دير ياسين؟ دير لراهبات القلب المقدس. خان يونس؟ فندق معروف. بحر البقر؟ معبد هندوسي، قبية؟ أول مرة نسمع اسمها. قانا؟ حيث المسيح اجترح معجزته الأولى. كذلك فنسف فندق الملك داود سنة 1946 لم ينفذه الارهابيون من عصابة أرغون: مناحيم بيغن وإسحق شامير وأمثالهما، وإنما نفذته حماس. والإرهابيون من عصابة ليهي لم يغتالوا الوسيط الدولي الكونت برنادوت، وإنما قتله حزب الله. الإسرائيليون لم يغزوا لبنان سنة 1982، وإنما كان الرئيس بشارة الخوري ورئيس الوزراء رياض الصلح طلبا من جيش الدفاع الإسرائيلي، أو فرقة الكشافة، أن يدخلوا لبنان لحماية اللاجئين في مخيم صبرا وشاتيلا. شارون لم يكن أصلاً في الشرق الأوسط سنة 1982، وإنما كان يساعد الأم تيريزا في الهند ويشفي المرضى. شارون لم يقتل الفلسطينيين في قطاع غزة في السبعينات، وإنما هم انتحروا حزناً على المسيح. ومساعده في حينه مائير داغان لم يذبح الفلسطينيين بيديه، وبسيف ياباني كان يفاخر باقتنائه، وإنما ذبحوا بعضهم بعضاً رغم توسلاته اليهم ألا يفعلوا. بنيامين بن اليعازر لم يقتل 250 جندياً مصرياً من أسرى الحرب صَبْراً في سيناء خلال حرب 1967، وإنما هم ماتوا لأسباب طبيعية، أمراض قلب وسكري وفشل كلوي وغير ذلك. غولدا مائير قالت فعلاً: أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، إلا أنها كانت تتحدث عن الاسكا. ويهود الخزر الأوروبيون ما كانوا ذهبوا الى فلسطين، لو لم يوجه مليون فلسطيني الدعوة اليهم ويرجوهم أن يسرقوا بلادهم منهم. مجرم الحرب بنيامين نتانياهو لم يكن مجنداً شارك في تدمير طائرات مدنية في مطار بيروت سنة 1968. هو كان في سياحة للتزلج في لبنان، والطائرات أحرقها عمال التموين في شركة «ميدل ايست» احتجاجاً على عدم رفع أجورهم. الإرهابي الآخر ايهود باراك لم يلبس تنورة، ويشارك في قتل ثلاثة زعماء فلسطينيين في بيروت سنة 1973 وهم بين أطفالهم، وإنما هم قتلوا أحدهم الآخر في خلاف على لعبة بوكر. ومن إرهابي الى إرهابي، ومائير داغان لم يرسل عملاء الموساد الى دبي لقتل محمود المبحوح، وإنما أرسلهم في إجازة، أما المناضل المبحوح فسقطت على وجهه مخدة من السرير ولم يستطع رفعها عن وجهه لثقلها فمات مختنقاً. صور الإرهابيين؟ هذه مسروقة من لعبة كومبيوتر معروفة. الدجال شمعون بيريز لم يذهب الى جنوب افريقيا ويفاوض أركان النظام العنصري (أبارتهيد) على بيعهم قنابل نووية من ثلاثة أحجام، وإنما ذهب للدفاع عن المواطنين السود والاحتجاج على ما يتعرضون له من معاناة في ظل النظام العنصري. أما الوثائق الرسمية التي تثبت التعاون النووي، فقد زورها الذين زوروا وثائق النيجر في روما عن محاولة صدام حسين شراء يورانيوم. اليهود دعاة السلام (وبينهم حاخامات) الذين تظاهروا احتجاجاً على مجزرة أسطول السلام، لم يكونوا يهوداً بل أعضاء في فصائل مقاومة اسلامية والدليل كثرة اللحى. نوعام تشومسكي ونورمان فنكلستين وريتشارد غولدستون وريتشارد فالك لاساميون يكرهون اليهود. كل الذين تظاهروا ضد الجريمة الإسرائيلية لاساميون. وحتى الذين لم يتظاهروا لاساميون لأنهم لم يدافعوا عن سمعة اسرائيل وجيشها الأخلاقي الذي حمل أباريق الشاي والقهوة الى المشاركين في أسطول السلام فردّ هؤلاء على الكشافة الاسرائيلية بأسلحة دمار شامل. إذا صدّق القارئ ما سبق، وهو سهل التصديق جداً كما يرى، فهو سيصدّق أن المسيح انتحر. [email protected]