اقتبست هذا العنوان المميز والرائع لمقالي، من الكاتب والمفكر والشاعر الدكتور «غازي القصيبي» - رحمه الله - عندما أوضح بقوله: «إن الزهايمر مرض جميل يخيّل لك أنك ترى وجوهًا جديدة على نفس الأشخاص».. وهنا أؤكد أنه ليس مرضى الزهايمر فقط مَن يذهبون إلى عالم آخر، ويستذكرون الذكريات القديمة سواء كانت جميلةً أم تعيسةً! وكنت قد ذكرتُ سابقًا في أحد مقالاتي، أن هناك ذكريات جميلة جمعتنا بأشخاص أحببناهم، تركوا في حياتنا بصمةً لا تُنسى! ولن تُمحى بمجرد التفكير بهم.. فالذكريات لا تموت أبدًا، بل تظل ملازمةً لنا مهما كبرنا أو تغيرنا، وتظل هي التي تبقى وتستحل الذاكرة والتفكير، ذكرياتنا لا تموت مهما حصل، ومهما دارت الأيام بنا فالذكريات هي حياة بأكملها، نعم الذكرى لا تنسى، وبالتالي فإن كل الأشياء مصيرها ذكريات، فاجعلوا ذكرياتكم جميلة.. نعيد ونكرر نحتفظ بالسعيد المبهج المحفز للحياة، ونترك خلفنا السيئ والقبيح، فلأنفسنا علينا حق. وأيضاً ذكرت كل يوم يمر علينا يترك لنا ذكرى لا تُنسى، مهما مر الزمان، ومهما حاولنا نسيانها، إلا أنّ هناك ذكريات في داخلنا تبقى محفورةً، تُذهِبُنا لعالم جميل نتذكّر فيه أجمل اللحظات وأمتع الأوقات، حتى وإن كانت مؤلمةً يبقى لها رونق خاص بالقلب، فقد تجمعنا الدنيا بأشخاص أو قد نمر بأماكن لم نعتبرها في بداية الأمر مهمّةً، ولكن عند الابتعاد نشعر بقيمتها ومدى تأثيرها، فنعيش بذكريات وعلى أمل أن تعود من جديد. كلنا تأتينا لحظات النسيان؛ حيث إننا أحيانًا ننسى الأسماء والأماكن والأرقام والشوارع، النسيان ملازم دائمًا في حياتنا، النسيان أحلى من الرجوع للذكريات، لكن مريض الزهايمر لا يفعل ذلك؛ لأن الزهايمر يمحو جميع الذكريات الجميلة والحزينة، ولكن أحيانًا يعود الى ذكريات الطفولة. أحيانًا تتمنى لو يعود بك الزمن لتعبر عن شعورك العميق تجاههم، قبل أن يسلبهم المرض منك، وفي الحقيقة لم يعد بيدك سوى البقاء بقربهم، فله عليك حقوق؛ حق احترامه لكبر سنه، وحق الإحسان إليه، فغالبًا هو أحد والديك، ولك حق رعايته.