هل تعتقد أن ذنباً صغيراً ارتكبته في صباك أو خطأً طائشاً قمت به في مرحلة مبكرة من حياتك، أو كذبة بيضاء أو سوداء أطلقتها في الفضاء دون أن تحسب لها أي حساب، قد تظهر نتائجها لك بعد عشرات السنين؟ هل تشعر يوماً أن ذنوب الصبا ستطاردك.. وطيش الشباب سيترك بصماته في فضاء حياتك.. إذا كنت قد ظلمت فتُظلم.. أو قسوت فيقسى عليك.. أو سرقت فتسرق.. أو عبت فيُعاب عليك.. أو فعلت شيئاً فيفعل بك مثل ما فعلت!!.. هل تظن أن تلك الذنوب ستطاردك.. وأن شبحها سيحلق حولك يوماً.. لا يوجد معصوم من الخطأ.. وقديماً قالت العرب: ما سخر الإنسان من شيء إلا أصابه مثله، وما شمت بهموم إلا أصابه مثل ما أصابه، وما جحد بنعمة إلا فقدها.. كما قالوا: أعظم الخطأ أن تعتبر أنك منزه عن الخطأ.. فهل تظن أن أخطاءك ستطاردك طوال حياتك؟ ماذا يمثل لك الماضي؟.. هل هو ذكريات حزينة ومفرحة فقط.. ولحظات هانئة وقاسية.. وشخصيات تداعب ذاكرتك مرت بمراحل حياتك المختلفة.. ووجوه تبعثرت بالذاكرة.. وأحداث لم يتوقف عندها الزمن رغم قسوتها.. ورغم أنك شعرت حينها بأنها آخر المطاف.. وأزمات كنت ترجوها أن تتوقف، وأحلام جميلة كم رجوت أن لا تنتهي؟.. ماذا يمثل لك الماضي من كل ذلك.. وما هي حياتك بين كل ذلك.. يقولون ان الذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان.. فماذا ترى أنت بذكرياتك.. هل تجدها أليمة تتمنى أن تنساها.. أم سعيدة تتمنى أن تبقى على ذكراها؟ هل للخطأ أو الإثم أو الذنب لعنة قد تطاردك ولا تفارقك.. هل من الممكن أن تداهمك كل ذكريات الماضي وأحداثه بعد كل تلك السنين.. هل تثقل أخطاء الماضي همومك.. أم انها أنيس سرحانك وونيس ذاكرتك؟! الماضي هو جزء مهم من حياتنا.. شئنا أم أبينا.. أخطاؤه نحن ارتكبناها.. وحسناته نحن صنعناها.. لا يمكن ابداً أن نهرب من ماضينا بما فيه من أشياء جميلة وأخرى سيئة.. كل صغيرة وكبيرة في ماضينا تعبر عن جزء من حياتنا.. لا مفر منها ولا مجال للهرب.. ومن لا يتعظ من ماضيه.. لا يأمن مستقبله. وأنت وسط كل ذلك التفكير.. وكل تلك الذكريات.. تذكر قوله تعالى (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا، انه هو الغفور الرحيم). ودمتم سالمين.