بحضور ومشاركة ما يقارب 70 صحفيًا ومراسلاً بعضهم جاء من الرياض والطائف ومكة، استعرض القنصل الفلسطيني العام في جدة الأستاذ محمود يحيى الأسدي تطورات الحدث الفلسطيني في ضوء اعتراف الإدارة الأمريكيةبالقدس عاصمة لإسرائيل، في وقت سابق من هذا الشهر، وصدور قرار مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة برفض الاعتراف الأمريكي، والتأكيد على أن مصير القدس يتقرر في ضوء المرجعيات والقرارات الدولية ومفاوضات الحل النهائي، وقال السفير الأسدي: إن الموقف الأمريكي المفاجئ يناقض مواقف كل رؤساء الولاياتالمتحدةالأمريكية السابقين، ويشكل عائقًا جديدًا أمام عملية السلام، ويسقط من واشنطن الأهلية لرعاية عملية السلام بسبب انحيازها الكامل لإسرائيل. وردًا على سؤال «المدينة» عن الخطوة القادمة التي ستتخذها منظمة التحرير الفلسطينية بعد صدور قرار الجمعية العامة في دورتها الطارئة تحت شعار «الاتحاد من أجل الحرية» بأغلبية تفوق الثلثين، وهو ما يضع القرار في موضع القرار الصادر عن مجلس الأمن، قال سعادته: إن المنظمة ستتخذ مع بداية العام الجديد إجراءاتها التي تضع الأراضي المحتلة في حزيران 67 في إطارها القانوني كأراضي محتلة، ومن ثم تفعيل كل القرارات المعنية التي تتعلق بالقدس وغيرها من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وأشاد الأسدي في نهاية كلمته بمواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي يتوج مسيرة عقود عدة من الدعم السعودي للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وقضية القدس، قائلاً: إن تلك المسيرة تعود إلى عهد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز -يرحمه الله-، مشيدًا بالجنود السعوديين الذين ضحوا بأرواحهم في حرب 1948، وأشار بهذا الخصوص إلى زيارة سعادة السفير الفلسطيني لدى المملكة الأستاذ بسام الأغا مؤخرًا لأحد أولئك المحاربين، وهو إبراهيم العتيبي في أحد مستشفيات الرياض. وأعاد الأسدي تأكيد المملكة على أنها ترضى بما يرضى به الفلسطينيون، وتوافق على ما يوافقون عليه في كل ما يتعلق بقضيتهم، مضيفًا أن الملك سلمان ظل يترأس اللجنة الشعبية لدعم أسر المجاهدين الفلسطينيين عشرات السنين، حتى تسلمه مسؤولية الحكم، وذكر بموقف كان شاهدًا عليه، عندما عرف السفير الفلسطيني في الجزائر (منذر الدجاني) بنفسه قائلاً: أنا سفير فلسطين في الجزائر، فرد عليه خادم الحرمين - وكان حينذاك أميرًا للرياض - وأنا سفير فلسطين في السعودية. وانتهى اللقاء بتحية عتاب واعتذار متبادل بين إخوة وأخوات سعوديين وفلسطينيين من المشاركين في اللقاء نيابة عن المسيئين، وقالوا إن ما بدر في الأيام القليلة الماضية من قلة لا تكاد تذكر من بعض الأفراد لا يمثلون بأي حال الشعبين والقيادتين السعودية والفلسطينية، وأن ما يربط بين السعودية وفلسطين من روابط العقيدة والدم، وصلة الإخوة والتلاحم، وآصرة الصداقة والرحم أقوى من أن تتأثر بمثل هذه المهاترات. واختتمت الفاعلية كما بدأت به: القدس كانت وما زالت وستبقى عاصمة فلسطين إن شاء الله حتى يرث الله الأرض ومن عليها.