منذ أن وَحَّد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- أجزاء البلاد المترامية الأطراف، وأرسى قواعد الحكم فيها، بدأ بتلمُّس احتياجات المواطنين وتحقيق مطالبهم الملحة في ذلك الزمان، والتي كان من أبرزها توفير المياه العذبة للمناطق الحضرية، التي كانت تعاني كثيرًا من شح المياه وقلتها، وتدني جودتها، والمعتمدة أساسًا على مياه الأمطار ذات الكميات المحدودة، والتي لا تفي باحتياجات السكان. اتجه الملك عبدالعزيز -رحمه الله- إلى تحقيق الأمن والاستقرار في كل أرجاء البلاد، حتى تحقق الأمن الشامل، وعاش المواطن والمقيم والحاج والمعتمر في أمنٍ وأمان. بعد وفاة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- تعاقب أبناؤه الملوك البررة على إتمام مهمة المؤسس التي بدأها وأرسى قواعدها على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- حتى تقلد زمام الحكم الملك سلمان -أيده الله- صاحب العزم والحزم الذي أكمل مسيرة سلفه الملوك والعظماء الأوائل- إضافةً إلى سياسة الحزم والعزم ومحاربة الإرهاب والفساد، الأمر الذي سيقود البلاد -بإذن الله- إلى مصاف العالمية، ولتبقى المملكة رائدة في التنمية، وتحقيق ما يصبو إليه مواطنوها من خلال القضاء على الفساد والإرهاب بكل أشكاله، واختيار القيادات الشابة لتولي المناصب الحكومية، وتفعيل دور المسؤولين في الوزارات والإدارات الحكومية، وتشجيع القطاع الخاص على العمل الجاد والمثمر، وعدم تعطيل مصالح المواطنين، أو إعاقة المشاريع التنموية من أجل الوصول إلى تنمية مستدامة تخدم أجيالنا القادمة إلى ما لا نهاية بإذن الله. ميزانية هذا العام كانت متوائمة مع متطلبات الزمن الذي نعيش فيه، وفي الوقت الذي يُعاني فيه الاقتصاد العالمي من الركود، نجد ميزانيتنا تحمل الكثير من بشائر الخير، فهذه البلاد تسير وفق خطط تنموية مرسومة ومدروسة بعنايةٍ ورؤية واضحة، وُضِعَ لها أهداف محددة ومؤشرات أداء لقياس وتقييم ومتابعة لما تم ويتم إنجازه سنويا، حتى الوصول إلى التنمية الشاملة عام (2030م) بعون الله، وقد شهد العالم أجمع بحُسن الأداء لهذه الرؤية، وما لمسه المواطن من تغيُّرات في كثير من المشاريع والإنجازات التي تُحقِّقها القطاعات المختلفة بتوجيهاتٍ مباشرة من لدن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -وفقه الله- والنجاحات التي تمَّت في هذه الفترة الزمنية القصيرة (ثلاث سنوات) من العهد الميمون، والتي من خلالها نُهنِّئ خادم الحرمين الشريفين بما تم إنجازه، ونُجدِّد له البيعة على كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وندعو له بالتوفيق والسداد، كما نُهنِّئ ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، على الجهود الكبيرة التي يبذلها من أجل تحقيق طموحات الوطن والمواطنين، وتحقق الأهداف العامة التي وضعها لعام (2030م)، والتي تُعزِّز من مكانة الوطن بين دول العالم، وترفع من أداء أجهزة القطاعات المختلفة التي تعمل تحت مظلة الدولة في القطاعين العام والخاص، وجعل المملكة ورشة عمل كبرى، يبذل فيها الجميع قصارى جهدهم من أجل رفعة الوطن وإعزاز مواطنيه.