أكد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، على ضروة أن تُعطى مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة الأهمية الكبرى التي تستحقها. وقال الفيصل: لا مستحيل أمام الإرادة الإسلامية وهذا ما يحتم علينا أن تكون مكةالمكرمة مدينة متطورة وألا نكتفي بأن تكون ذكية بل أذكى من الذكية وأن يكون الإنسان السعودي حامل هذه الأمانة، سيما وأن الله خصه بشرف جوار البيت العتيق. جاء ذلك خلال ترؤسه الجلسة الرئيسة لمؤتمر إعمار منطقة مكةالمكرمة أمس، بحضور محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، ونائب أمير مكةالمكرمة الأمير عبدالله بن بندر، و وزير الحج والعمرة الدكتور محمد بنتن، ووزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ ووكيل وزارة المالية الدكتور حمد البازعي. ولفت إلى أن مكة حظيت باهتمام قيادة المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-. وأوضح سموه، أن المنطقة وُضع لها خطة إستراتيجية تنموية قبل نحو تسعة أعوام واعتمدت تلك الإستراتيجية على بناء الإنسان وتنمية المكان، منوهًا إلى أن بناء الإنسان كان على رأس اهتمامات قيادة هذه البلاد، ولا أدل على ذلك من توحد القبائل تحت راية التوحيد، مضيفًا: (لقد اختار الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ورجاله الطريق الصعب، بأن جعلوا من القرآن والسنة دستورًا ومنهجًا لهذه البلاد، مشددًا سموه على ضرورة أن يكون التركيز سياسيًا واقتصاديًا وتعليميًا واجتماعيًا وفي كل مناحي الحياة على هذا المنهج والدستور، الذي أثبت عبر التاريخ أنه صالح لكل زمان ومكان. ونوه سموه إلى أهمية الانفتاح على العالم والاستفادة من تطورات العصر مع الحفاظ على مبادئنا وقيمنا الإسلامية، مشيرًا إلى أن الإنسان السعودي صاحب رسالة ورسالته أن يثبت للعالم أجمع أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان. ولفت أمير مكة، إلى أن قيادة المملكة أولت الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة جل اهتمامها وسخرت كافة الإمكانات لتطويرها وخدمة قاصديها، مؤكدًا أن مكةالمكرمة وبتوجيه من الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- ومن قبله ملوك المملكة -يرحمهم الله- على توفير كافة الإمكانات للارتقاء بهذه المنطقة، وأن تصل إلى مصاف المدن المتحضرة حول العالم، وقد بدأ الملك عبدالعزيز-يرحمه الله-، مشروعات هذه البلاد بتوسعة وخدمة الحرمين الشريفين وهكذا كانت بداية التنمية والتوسعة للحرمين التي تبناها أبناؤه الملوك من بعده وحتى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، منوهًا إلى أن جميع ملوك المملكة يفخرون بحمل لقب خادم الحرمين الشريفين. وفي نهاية المؤتمر شكر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل جميع الحاضرين وذكر بأن هذا المؤتمر سيكون مؤتمرًا سنويًا. 3 اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين القطاعات المشاركة تم توقيع 3 اتفاقيات ومذكرات التفاهم بين عدد من القطاعات المشاركة في المؤتمر، تضمنت توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة تطوير منطقة مكةالمكرمة ووزارة الشؤون الإسلامية للدعوة والإرشاد: والتي تهدف إلى تنفيذ مبادرة دراسة إعمار مساجد كبرى بمكةالمكرمة داخل الحدود الشرعية. وتوقيع مذكرة تفاهم بين هيئة تطوير منطقة مكةالمكرمة ووزارة الحج والعمرة: والتي تهدف إلى تنفيذ مبادرة دراسة وإعداد مخطط شامل للمشاعر المقدسة لرفع الطاقة الاستيعابية لمشعر منى. وتوقيع عقد إدارة وتشغيل المعهد العالي بين مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ممثلة بشركة استثمارات المدن الاقتصادية القابضة- وشركة هايبري بورتن السعودية. ابن صقر مستشهدا بكلمة الملك سلمان: «لا مكان بيننا لمتطرف» تضمنت الجلسة السادسة والأخيرة من مؤتمر إعمار منطقة مكةالمكرمة كلمة ترحيبية من المنظمين ألقاها رئيس مركز الخليج للأبحاث والمشرف العلمي على المؤتمر الدكتور عبدالعزيز بن عثمان بن صقر، استشهد فيها بكلمة الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في قوله: «لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال»، ليؤكد من خلالها أن السعودية تسير نحو الاعتدال والوسطية وأن المملكة تسعى لتطوير حاضرها ومستقبلها بما لا يتعارض مع ثوابتها، وأضاف: إن هذا المعرض جاء ليلقي الضوء على جزء مما تقوم به المملكة العربية السعودية من أجل راحة المواطن والمقيم والزائر والحاج والمعتمر. تحدث وزير الحج والعمرة الدكتور محمد بنتن عن برنامج (كن عونًا) التطوعي وكيف تطور وزاد عدد أفراده الذين توافدوا من كل مكان في السعودية، كما شرح الاستراتيجيات والأهداف التي يقوم عليها البرنامج، وذكر أن برنامج خدمة ضيوف الرحمن هو تحقيق لرؤية 2030 وأن هنالك 5 جهات حكومية تعمل على خدمة الحجاج، وأكد أن المملكة تسعى جاهدة لتجعل قدوم الحاج والمعتمر تجربة مميزة، ينقلها معه. وختم قوله: أريد الشخص غير المسلم أن يتمنى ويقول ياريتني أستطيع الذهاب إلى مكة لأرى ما تقدمه من خدمات للمسلمين. الباز: مؤازرة برنامج خدمة ضيوف الرحمن أكد محمد الباز نائب وزير المالية، على شعار «بناء الإنسان وتنمية المكان» ومن خلاله ذكر دور وزارة المالية وهو الدور المباشر لإعمار مكة والمسجد النبوي، ودورها ضمن منظومة حكومية، فكل الجهات الحكومية تسعى لتنفيذ مشروعات هذه المنطقة وحريصها على ذلك من حرص القيادة، وأضاف: إن وزارة المالية تقوم بدورها الذي تسعى به لتمكين الجهات الحكومية للقيام بدورها في شكل متكامل، ومؤازرة برنامج خدمة ضيوف الرحمن. آل الشيخ: المملكة ورثت عن الأنبياء الاعتناء بالبقاع المقدسة توجه وزير الشؤون الاسلامة والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ، في بداية كلمته: بالشكر لسمو أمير منطقة مكة، لتبنيه ورعايته لهذا المؤتمر لكي يعرف الناس في داخل المملكة وخارجها عن مكةالمكرمة. وذكر آل الشيخ رسالة وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد، بأن المملكة ورثت رسالة إسلامية عن الأنبياء وهي الاعتناء بهذه البقاع المقدسة، فالإرث هنا يكمن في العقيدة والعمل والتنظيم وتعظيم شعائر الله التي ذكرت في سورة الحج وفي أوائل سورة المائدة، في آيات سورة الحج التي ذُكر بها مبدأ عظيم ألا وهو (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ). علام: السعودية ومصر قوة وأمان فلا يهمنا الاعتداءات شكر مفتي الديار المصرية فضيلة الشيخ شوقي إبراهيم عبدالكريم علام، في بداية كلمته المؤتمر الذي وصفه بأنه مؤتمر يمتزج فيه التخطيط بالتنفيذ، كالعصر الذي نعيشه حاليًا عصر التمازج والتشابك والعمل المشترك، ومن ثم وجه شكره وقدَّر الجهود المبذولة من قبل المملكة التي تهفو إليها النفوس، في إعمار منطقة مكةالمكرمة. وقد نبه إلى أهمية ما تقوم به المملكة اليوم بأنه يأخذ بُعدين الأول: البعد المكاني: من خلال المشروعات التي يتم تنفيذها كالتوسعات والخدمات المرافقة مما يعطي راحة لحجاج بيت الله الحرام، بالإضافة للبعد الشرعي: الذي وصفه بأنه له أهمية كبرى لأن المملكة في كل توسعة تقوم فيها هي تراعي الحدود التوقيفية التي ذكرت في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك لهم جزيل الشكر لجهودهم الجبارة في العمل على كافة الأصعدة وعدم إهمالهم أي جانب، فأمام هذا الجهد الكبير الذي يشبه المعجزة، نقول لهم شكرًا جزيلًا. ونوه أن كل التهديدات والاعتداءات التي تستهدف المملكة ومصر حاليًا عليها لا تثني الدول الكبار، فالدول الاسلامية في رفعة مهما تآمر عليها المتآمرون، فالسعودية ومصر في قوة وأمان فلا يهمنا كل تلك الاعتداءات.