لا أحب الثرثرة في أدوات التواصل كما (لا) أحب كل المشاعر الباهتة المعلبة والباردة والتي أصبحت عادة يومية كريهة وتحايا كلها (لا) تعبر عن المشاعر الحقيقية وسبحان الله كل شيء تغير حتى صباح الخير ومساء الخير، لم تعد تلك التحية التي كما نشعر بها منذ حلت علينا لغة التواصل، هذه اللغة التي مسحت كل شيء وغيرت كل شيء وتعاطت مع الحياة بتقنية القص واللزق لدرجة أن بعضها تأتي إليك مذيلة باسم من أعدها وهو دليل على موت المشاعر تمامًا وهي قضية أظنها لن تنتهي إلى هنا، بل سوف تتجاوزه إلى هناك البعيد الذي كنا نحبه ونحياه و(لا) دليل على ذلك أكثر من الحنين للماضي الذي عشناه نحن!! حتى الصغار أنفسهم باتوا يعودون لماضيهم الذي عاشوه في المدرسة الصغيرة والمقصف الصغير والمنزل البسيط وفي الصدق في علاقاتهم الطفولية مع بعضهم البعض لدرجة أنني ذهلت جدًا حين رأيتهم يحنون لماضيهم وهم ما يزالون في سن مبكرة، بينما كنت أعتقد أن الكبار وحدهم هم الذين يعودون للماضي ويبكونه حسرة في حضور حاضرهم المملوء بالصخب والضجيج وشجاعة الخوف من كل شيء!!. هي حقيقة مفزعة أن ترى الحياة اليوم وقد أصبحت كلها صورًا تشكو من وجع المقارنة بين الحاضر والماضي وبين أدب الأمس الذي كان هو سيد المكان والزمان وفزع اليوم وكأن اليوم الذي نعيشه هو يوم (لا) علاقة له بالأمس إطلاقًا والحقيقة أسوأ من أن تكون حياة (لا) عقل فيها و(لا) رشد ومن أجل ذلك علينا أن نكون مع الوقت والمرحلة، مع الإنسان (لا) ضده وأن نعيش الحياة بأسلوب وهوية وإنسانية ودين وأخلاق ومشاعر وإحساس وحب وتقدير وإحسان وإيمان وحرص يحمل إنساننا الجميل البريء والطاهر النظيف المملوء بالحسن والحب واليقين والأدب والتقدير... (خاتمة الهمزة)... التطور يعني أن تكون أنت الإنسان الذي يدير معارك المستقبل وفي ذهنه وطنه وأن تتعاطى مع التقنية وأنت تؤمن أن كل تصرفاتك هي (لا) تعبر عن ذاتك فقط بل عن وطنك كله.. وهي خاتمتي ودمتم.