في مقال نشر مؤخرًا على موقع «جوش شالوم» العبري، تحت عنوان «أطفال الحجارة» يصف عضو الكنيست السابق، ورئيس كتلة السلام اليسارية يوري أفنيري، ردة فعل أطفال فلسطين على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل في السادس من الشهر الجاري، والعودة لرمي جنود الاحتلال بالحجارة، فلا يكاد يصاب من أولئك الجنود أحد بأذى، إلا فيما ندر، لكن الرد العنيف للجنود الإسرائيليين، يؤدي إلى إصابة العديد من أولئك الأطفال، بشكل يومي، وإلى سقوط قتلى بين الحين والآخر. ويضيف أفنيري، انه كلما أصيب أو قتل طفلاً أو شابًا في المواجهات مع جنود الاحتلال، كلما اشتدت ثورة أولئك الأطفال، الذين يعون جيدًا أن حجارتهم لم تحرر فلسطين، وانهم قد يدفعون حياتهم ثمنًا لهذا العمل، لكنهم يشعرون بالفخر والشجاعة، وهم يقذفون تلك الحجارة في وجه المحتلين. ويستطرد أفنيري انه يعرف جيدًا هذا الشعور، لأنه خاض نفس التجربة قبل نحو 70 عامًا عندما كان في الخامسة عشرة من عمره، عندما شارك في مظاهرة ضد حكومة الانتداب البريطاني عام 1939 على إثر إصدارها الكتاب الأبيض، وشنقها أحد الإرهابيين اليهود، وحيث أصيب برصاصة أثناء المظاهرة. وحذر أفنيري في نهاية مقاله من إمكانية أن يحل حل الدولة الواحدة محل حل الدولتين الذي لم يعد قائمًا بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لفلسطين، لأن حل الدولة الواحدة «ليس حلاً على الإطلاق»، متسائلاً كيف سيكون مصير جيش الدفاع الإسرائيلي والكنيست، وشكل الدولة في ظل غالبية عربية فلسطينية، مرشحة للزيادة خلال السنوات المقبلة؟..وتوصل في النهاية إلى النتيجة بأن الخيار الوحيد للخروج من المأزق الراهن هو حل الدولتين، أو لا حل.