تجلى في معرض جدة للكتاب توجّه وزارة الثقافة والإعلام إلى تقديم بانوراما ثقافية تكاملية، إذ يحضر الكتاب بكامل تجلياته، فيما تعرض الأفلام الوثائقية، ويشاهد الجمهور العرض المسرحي، والرسومات، واللوحات الفنية، ويحظى النخبة بالندوات والمحاضرات المنتقاة، ويؤهل الكُتاب من خلال ورش العمل لإتقان الفنون والإبداع. ويؤكد مراقبون أن الوزارة أدركت ما يتطلع إليه السعوديون والعرب من معرض الكتاب وتحقيق دور ثقافي واجتماعي واقتصادي لمختلف المكونات، ما يحيل المعرض إلى كرنفال ثقافي ينتظره الجمهور بشغف، كونه يحتفي برغبات وتوجهات الصغار والكبار، والأفراد والعائلات، وفيه تتلاقح الأفكار ويتم تبادلها في فضاء حواري صحي. ويؤكد توجه المعرض ما قاله وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد خلال اللقاء السنوي لهيئة السياحة والتراث الوطني، أمس، عن استراتيجية الوزارة لتطوير الثقافة والإعلام عبر وضع اللمسات الأخيرة عليها، تمهيدًا لرفعها للمقام السامي، مؤكدًا أنه سيتم العمل على تطوير قطاع المسرح وإنتاج الأفلام، لافتًا إلى أنه من المتوقع أن يصل الدخل المالي للسينما إلى أكثر من 80 مليار ريال خلال ال10 سنوات المقبلة. وكشف العواد أنه تم إنشاء مركز متخصّص لتصحيح صورة المملكة لدى الإعلام العالمي، من خلال تعزيز دور الكتاب والمثقفين خصوصًا المترجمين منهم. من جانبه، يؤكد الشاعر ضيف الله بن سليمان أنه في ظل التطور التكنولوجي وظهور الإنترنت والكتاب الإلكتروني، وتوجّه القراء إلى التقنية الحديثة تحولت معارض الكتب إلى سوق إنتاج للمعرفة والترفيه، وتعزيز جانب الجذب التكاملي بين الفنون، وعد تجاور الفنون مسلكًا حضاريًّا، يرتقي بأذواق ومواهب الأسرة بأكملها. ويذهب الشاعر الحميدي الثقفي إلى أن حضور الكتب النوعية النادرة، وتقديم أسعار تنافسية يعلي من شأن المعارض، مؤملاً أن تسهم الوزارة في تسعير الكتب بما يتواءم مع إمكانات وقدرات الأفراد المادية. وأوضح عضو اللجنة الثقافية محمد باوزير، أن معرض كتاب جدة يحقق رؤى عدة منها اقتصادية، ترتكز على العمل لتضييق المساحة الجغرافية أمام طالب الكتاب والباحث عن الجديد في عالم الثقافة، و إتاحة الفرصة أمام الناشر لعرض الجديد أمام أوسع شريحة ممكنة من الناس. ومنها ثقافية، تخلق جوًّا من التفاعل الفكري، بين رواد المعرض والناشرين والكتاب، ومنها ترفيهي.