* بين مدّة وأخرى، تطفو على السّطح أصواتٌ وأقلام لا هَمّ لها إلا الانتقاص من (مملكة الإنسانية)، والتشكيك في مواقفها الثابتة الداعمة والمناصرة دائمًا للقضايا العربية والإسلامية (اقتصاديًّا وسياسيًّا)، ومحاولة تشويه صفحاتها النابضة والناطقة بالعطاء للأشقاء دون مِنّة أو البحث عن كسب الولاء. * تلك الأصوات بالتأكيد قد تكون جاهلة تَمَّت برمجتها، أو حاقِدة على المواطن السعودي ورفاهيته وأمن واستقرار وطنه، أو أنها مأجورة تم شِراؤها من الأعداء لِتَنْبَح بعد أن رُمِي لها العَظْم من أولئك الخُبَثَاء. * وأنا في هذا المقال، لن أعدّد شيئًا مما قدمته المملكة للعرب والمسلمين، بل وحتى لشتى الدول والشعوب المحتاجة، منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله، فسجلات التاريخ فيها الشواهد، والماضي القريب والواقع فيهما الدلائل، التي تؤكد أن (المملكة) ومن منطلقات دينية وأخوية وإنسانية راسخة في عقيدتها قد بذلت الكثير ومدت الأيادي البيضاء الحنونة لإخوانها وأصدقائها. * ولكن ما أريد تأكيده هنا أننا ك(سعوديين) مُقصِّرون جدًّا في حقِّ أنفسنا ووطننا وحكومتنا، حيث لِطِيْبَتِنَا وبُعْدُ مواقفنا الراسخة عن المزايدات، أغفلنا رسم (صورتنا النقية)، والترويج لها في مختلف المنابر الإعلاميّة. * بينما معطيات الحاضر تؤكد بأن (الإعلام بمختلف أدواته وقوالبه) سَاحة ومعركة لابد من الاهتمام بها، والسعي لكسبها، فإذا كان (الإعلام) سابقاً يُعَرّف بأنه سلطة رابعة تُضاف للسلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية، فإنه قد أصبح اليوم سلطة ذات تأثير، وحشد للرأي العام. * لذا، آمل إعادة النظر في سياسات إعلامنا الخارجي ليسير بخطى ثابتة وفق إستراتيجيات قصيرة وبعيدة المدى، تكون أمينة في حمل لواء وطننا وإيصال صَوته الواضح والصادق للعَالَم بمختلف أطيافه. * ما أرجوه استثمار برامج ومواقع التواصل الحديثة في هذا الميدان، وكذا حضور برامج وصفحات داعمة ل(بلادنا) في كبريات القنوات والإذاعات والصحف العربية والإسلامية، وما أتمناه دائمًا، وكرّرت الدعوة إليه كثيرًا تأسيس (هيئة للقوة الناعمة) تستثمر مكانة وطننا وعلمائنا وخريجي جامعاتنا في التكريس للصورة الصادقة الطاهرة لبلاد الحرمين؛ فإذا كان غيرنا يضطر لتزييف الواقع لتجميل ذَاتِه، فنحنُ فقط مُطالبون بإظهار الحقائق.