شن الدكتور حسين المناصرة هجومًا عنيفًا على القصة القصيرة جدًا، المعروفة اصطلاحًا ب(ق. ق. ج)، مطالبًا ب«حرقها»، و«حرق 80 اسمًا» معها، حيث أشار «المناصرة» في مداخلة له في الجلسة العاشرة من مهرجان القصة القصيرة إلى أن «النشر عن طريق الصحافة الورقية استبعد الكثير من المبدعين، إذ كان النشر فيها معقدًا، وينتابه المزاجية، لذلك الفضاء الحر هو النشر في النشر الرقمي وهو يتبنّى هذا الفضاء»، وأضاف في مداخلته -بحسب وصفه- إنه أحصى أكثر من (80) اسمًا في القصة يجب حرق هذه الأسماء، كما يجب حرق (ق.ق.ج)، إذ إنني أقبل أن أقول القصة القصيرة جدًا ولا أقبل أن أقول (ق. ق.ج). وكان المهرجان، الذي نظمه نادي الباحة الأدبي، قد اختتم فعالياته مساء أمس الأول بجلستين؛ (العاشرة والحادية عشرة)، حيث تميزت المشاركة في الجلسة العاشرة بقراءة نصوص قصيرة اتسمت بتكثيف اللغة والتكنيك السردي العالي، تفاعل الحضور معها، فيما عارض البعض، ومنهم «المناصرة أن تكون القصة بهذا الشكل». انتفاضة الذات أعقبت ذلك الجلسة الأخيرة، التي أداراتها الدكتورة ميساء الخواجة، وشارك فيها: ناصر العمري ومريم الزهراني، وعلي السعلي، وأحمد القاضي، فيما قدم الدكتور علي العيدروس ورقة نقدية عن «المنظور الثيماتي في القصة القصيرة جدا (ق. ق ج. في السعودية صناعة الدلالة - دراسة تطبيقية»، أشار فيها إلى أن القصة القصيرة جدا أو كما اصطلح عليها ب(ق ق ج) هي اليوم جزء من خطاب التجديد والتحديث للمشاركة في تطوير الوعي، وأنها «شكل تعبيري عن انتفاضة الذات ظهرت في ظل هيمنة الوسائط التكنولوجية في شبكات التواصل الاجتماعي التي غيرت شكل التعبير الرمزي من خلال فعل التجريب السردي الذي أعاد ترتيب عناصر النص، وخرق الضوابط المتعارف عليها». وشهدت الجلسة مداخلة أخرى ل»المناصرة» امتد فيها النصوص المقدمة مرتئيًا أنها «حافظت على تقنيات القصص القصيرة جدا خاصة في مجال استفادتها من الجمل والمفردات التي وظفت في تعمق صلة القصة القصيرة جدا بالعادي والمألوف في الحياة المعيشية» فيما ارتأى الباحث علي زعلة أن المهرجان وضع كتاب القصة في مواجهة أنفسهم لإنتاجهم الإبداعي بسؤال محدد: هل النص القصصي يتطور أم إنه وقف عند الذروة التي وصل إليها كتاب الثمانينات، وهل قدم جديدًا على مستوى تقنيات الكتابية؟ فيما طالب الدكتور صالح معيض الغامدي من القاص علي السعلي توظيف التراث الشعبي في قصصه. ولم يشأ المشاركون طي صفحة المهرجان قبل أن يكتبوا (8) توصيات في دفتر الختام، تضمنت: 8 توصيات 1. دعوة رجال الأعمال للمساهمة في رعاية المهرجان وغيره من المناشط التي يقيمها نادي الباحة الأدبي. 2. اهتمام المهرجان بما ينشر من نصوص قصصية في وسائل التواصل الرقمي والتعريف بها ودراستها وإفساح المجال لمبدعيها للمشاركة في الدورات القادمة. 3. الاهتمام بتجارب الشباب القصصية وإدراجها ضمن فعاليات المهرجان في الدورات المقبلة. 4. العمل على توسيع دائرة المشاركة في اللقاءات القادمة من قبل المؤسسات الثقافية والتعليمية بالمنطقة. 5. الاستمرار في عقد مهرجان القصة بصفة دورية . 6. إتاحة الفرصة لأكبر عدد للمشاركة في الدورة المقبلة. 7. الاستمرار في تكريم روّاد القصة. 8. طباعة أعمال هذه الدورة وإتاحتها للباحثين والباحثات. كما رفعوا أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله على رعايتهما للثقافة والمثقفين، ولصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة على تدشينه مقر نادي الباحة الأدبي الثقافي الجديد ورعايته لفعاليات مهرجان القصة الأول، ولوزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد نظير جهوده في خدمة الثقافة والمثقفين.