إن العظمة القومية أمر يشق على الغافلين تعريفه، ولكل أمة قوامها وإرداتها، وبالتأكيد أن أفراد مجتمعنا كافة يحملون عمق الولاء لولاة الأمر، ونحن شعب نفتخر بكل عزة أننا قوم انفردنا بالالتفاف حول قادتنا، وهذا جعل الحنكة والدراية مكشوفة في نفوسنا، فعرفنا ما يُحاك ضد وحدتنا. وتختلف علاقة الأمم في العالم العربي، فهناك قادة مصداقيتهم تسحر القلوب بالصدق والأمانة، وآخرون يكاد الخداع يتكلم بصمتهم قبل حديثهم، والبعض آثر أن يكون محايداً، وقد وجدنا ولمسنا هذا في معركة تحرير الكويت، وعاصفة الحزم، أما الذين أطلقوا أبواق إعلامهم بعد إغلاق الحدود؛ بسبب حرب أجبرتنا أن نحمي بلادنا ومن جهة أخرى تلبية نداء؛ من أجل إعادة شرعية بلد عربي اختطف ليتم تسليمه على طبق من ذهب لإيران المجوسية، فكان لا بد من تقليم أظافر المختطف، وإعادة الشرعية لهذا البلد. إن اليمن رحم الأمة العربية لا يجب تسليمها من قبل المخلوع إلى بلاد فارس التي تطمع بالسيطرة الجغرافية والعقائدية، وقد حدث في الأفق من نذر حرب بلبنان بالوكالة عن إيران من قبل ميليشيات «حزب الله»، والاستيلاء على لبنان البلد العربي بمختلف طوائفه؛ لإشعال المنطقة المتزامنة مع ثورات الربيع العربي، والتي قامت بتمويلها دويلة قطر لسفك الدماء وتشريد الشعوب وقتل الأطفال والنساء؛ من أجل تدمير الوطن العربي وتشتيت وإضعاف البنية التحتية، فكان لا بد للمملكة العربية السعودية أن تنهض أمام نوم وسبات مجلس الأمن، وموقفه المحايد في الصراع داخل الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية التي لا يوجد بارقة أمل في حلها في مؤتمر انابولس عام 1990م، والتي أذاقنا فيها بلير وعوداً كاذبةً من بئر أوهام السلام واحتلال العراق. إن زيارة البطريرك المارونيّ بشارة الراعي للمملكة هي ضربة في مقتل لرئيس حزب الشيطان «حسن نصر الله»، والذي أرعبته قرارات خادم الحرمين قبل أن تبدأ، هكذا تستمر المملكة بتوفيق الله لقيادتها؛ ليعرف العالم أن هذه هي المملكة بسلمانها وولي عهدها وترابط حكومتها وشعبها.