كشف وكيل الجامعة للتطوير وريادة الأعمال الدكتور هاني بن عثمان غازي نائب رئيس مجلس إدارة شركة وادي مكة للتقنية، أن «تصنيف الجامعات» تحول إلى عمل تجاري؛ حيث إن معظم الجهات التي تقوم به إما مؤسسات إعلامية أو شركات تجارية، فيوصف في بعض الأحيان بالتصنيف التجاري Commercial Ranking ، غير أن بعض المؤسسات الإعلامية أصبحت إمبراطوريات مهنية ضخمة باستثماراتها وإمكاناتها الاقتصادية والعلمية، وتقوم بتوظف الخبراء والأكاديميين لإعداد أدلتها الإرشادية والتصنيفية للجامعات وغيرها. وأوضح أن جامعة أم القرى تقوم بمراجعة وتطوير خطتها الاستراتيجية وتحديد نقاط القوة والتحديات والفرص المتاحة أمامها، بالإضافة إلى تطوير آليات البحث العلمي بالجامعة وحصولها على الاعتماد الأكاديمي البرامجي لعدد من برامج الجامعة الأكاديمية، وكذلك تعمل بمشروعها الطموح للحصول على الاعتماد المؤسسي؛ وذلك لتحسين وتجويد مخرجاتها الجامعية، بالإضافة إلى تأصيل العمل الأكاديمي والمؤسسي الجامعي وفق المعايير العالمية. وحول التصنيف العالمي للجامعات السعودية.. أجرت «المدينة» مع د. غازي الحوار التالي: الاهتمام بالبنية التحتية وتهيئة البيئة الإبداعية للطلاب وأعضاء هيئة التدريس * رغم حجم ميزانيات الجامعات السعودية والتعليم العالي، لكن يلاحظ تأخرها في معيار «التصنيف العالمي الجامعات» فما هي الأسباب؟ قال وكيل جامعة «أم القرى»: ظهر أول تصنيف للجامعات في الولاياتالمتحدة سنة 1983م، ومن ثم اتبع في دول عدة حول العالم، وقبل ظهور هذا النوع من الأدبيات الأكاديمية، لم تكن الجامعات تُصنف وفق دراسات علمية من جهات خارجية، ولكن كانت تبرُز الجامعات بفضل صيتها العلمي والأكاديمي دون فحص أو دراسة، ويتشكل هذا الصيت من خلال خبرة وتجارب المجتمع مثل أوكسفورد وكامبريدج في بريطانيا، وهارفرد وإم أي تي في أمريكا... إلخ. وقال الدكتور غازي: «إن تصنيف الجامعات بشكل عام كان موجها إلى أولياء الأمور والطلاب الجدد المتوجهين للدراسة الجامعية، سواء في مرحلة البكالوريوس أو الدراسات العليا؛ حيث يبين الفروق بين الجامعات وبعضها في محاور مختلفة للعثور على جامعة أو كلية ملائمة.. وتعطي الجامعات، وخاصة في العالم الغربي- اهتماما كبيرا لاستقطاب الطلاب المتميزين، لا سيما الدوليين؛ وذلك لأن معظم تلك الجامعات حتى الحكومية منها تعتمد على المصروفات الدراسية التي يدفعها الطلاب وخاصة الدوليين منهم، ومن هنا انتشرت الأدلة الإرشادية للجامعات التي تحولت مع الوقت إلى تصنيف الجامعات، ومن أشهر التصنيفات العالمية للجامعات يأتي تصنيف شنغاهاي الصيني وتصنيف كيو إس البريطاني وتصنيف تايمز للتعليم العالي، وهناك أيضا الكثير من التصنيفات في عدد من الدول، ولكنها أقل شهرة من هذه التصنيفات. الاعتماد على معايير مختلفة وأضاف الدكتور هاني غازي في الحقيقة أن هناك اختلافا كبيرا وجذريا بين معايير التقييم في كل نوع؛ ولذلك نرى تفاوتا بين مواقع الجامعات في التصنيفات المختلفة؛ نتيجة اعتمادها على معايير مختلفة، فمثلا تصنيف شنغاهاي يعتمد في أحد معاييره بوزن نسبي كبير على حصول أحد منتسبي أو خريجي الجامعة على جائزة نوبل، وأيضا تختلف نسب معايير جهات التصنيف، فمثلا هناك معيار لنسبة أعضاء هيئة التدريس الدوليين أو الأجانب في الجامعة، وكذلك نسبة الطلاب الأجانب إلى المحليين، فكلما زادت هذه النسبة دل على انتشار أكبر، وسمعة دولية أكبر لتلك الجامعة. وهناك تصنيف يو إس نيوز وتايمز للجامعات الأمريكية فقط، ويضمنا في معاييرهما الفترة التي يقضيها خريج الجامعة، حتى يحصل على وظيفة، وأيضاً معدل راتب خريج تلك الجامعة مقارنةً بباقي الجامعات. لا يقيس دور الجامعة في خدمة المجتمع وأشار وكيل جامعة «أم القرى» إلى أن معظم جهات التصنيف الجامعي تدخل في معاييرها نسبة الأبحاث العلمية المنشورة في الدوريات العلمية الدولية الرصينة، ونسبة الطالب إلى الأستاذ الجامعي، والسمعة العلمية بين العلماء على النطاق الإقليمي والدولي في التخصصات العلمية المختلفة، غير أنه لا يقيس دور الجامعة في خدمة المجتمع.. وينقسم التصنيف إلى شامل وفيه تُعطى الجامعة علامة واحدة إجمالية؛ حيث تجمع مؤشرات مختلفة وتخضع لعملية حسابية وتطبق الأوزان، ومن ثم تستخرج النتيجة الإجمالية للجامعة. تجويد المخرجات والعمل الأكاديمي وأكد أن جامعة أم القرى خطت خطوات عدة في سبيل تحسين وتجويد مخرجاتها الجامعية، بالإضافة إلى تأصيل العمل الأكاديمي والمؤسسي الجامعي وفق المعايير العالمية، وفي سبيل ذلك تقوم الجامعة بمراجعة وتطوير خطتها الاستراتيجية، وتحديد نقاط القوة والتحديات والفرص المتاحة أمام الجامعة، بالإضافة إلى تطوير آليات البحث العلمي بالجامعة، وحصولها على الاعتماد الأكاديمي البرامجي لعدد من برامج الجامعة الأكاديمية، وكذلك مشروعها الطموح للحصول على الاعتماد المؤسسي. فبالإضافة لما سبق ذكره تحتاج الجامعات السعودية لكي يكون التصنيف العالمي لها متقدما: إلى الاهتمام بمخرجات التعلم ومواءمة مخرجاتها والخريجين واحتياجات سوق العمل، ووفق رؤية المملكة 2030، وأيضاً وفق التوجهات العالمية الحديثة في التعليم العالي بشكل عام، والتخصصات بشكل خاص، والاهتمام ودعم البحث العلمي والعمل وبشكل جدي على إنشاء المراكز البحثية المتخصصة، ودور وزارة التعليم في دعم الجامعات بالوظائف المتعلقة بتطوير البحث العلمي. ودور الجامعات في تطوير قدرات أعضاء هيئة التدريس والباحثين ودعمهم في كل ما يتعلق بشؤون البحث العلمي، ودور وزارة التعليم بتوجيه ودعم الجامعات بافتتاح التخصصات التي تخدم وتنمي المنطقة الموجودة بها تلك الجامعة، وعلى الجامعات الاهتمام بالبنية التحتية وتهيئة البيئة الإبداعية والمناسبة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين، والتي تساعدهم على الإبداع والتميز.. والشراكات وفتح مجال التعاون الدولي بين الجامعات السعودية والجامعات العالمية المرموقة، وتطبيق نظام الجودة الشاملة في جميع المرافق والوحدات والوكالات والكليات والمعاهد والعمادات المساندة والمراكز وغيرها من الجهات الأخرى بالجامعات السعودية. * وحول حصول عدد من كليات «أم القرى» على الاعتماد الأكاديمي.. فكم عددها؟ قال وكيل جامعة أم القري: «لدينا خطة استراتيجية شاملة ومتكاملة في مجال حصول الجامعة على الاعتماد المؤسسي، وأيضا الحصول على الاعتماد الأكاديمي البرامجي الوطني أو الدولي لجميع برامج الجامعة، فعدد الكليات التي حصلت على الاعتماد البرامجي الدولي 10 كليات، وعدد البرامج المعتمدة أكثر من 27، ومن المتوقع حصول جامعة أم القرى على الاعتماد المؤسسي من هيئة تقويم التعليم بنهاية 2018، أما الاعتماد البرامجي الوطني أو الدولي لجميع كليات وبرامج الجامعة فمن المتوقع الحصول عليه بنهاية عام 2019 بمشيئة الله. وعن خطوات جامعة أم القرى في مجال الشراكات الأكاديمية مع الجامعات العالمية.. قال د. غازي: «يزداد يوما بعد يوم اهتمام الجامعات العالمية ونظرتها لمواقعها على المستوى العالمي، وتعمل العديد من تلك الجامعات على تنفيذ استراتيجيات وآليات فاعلة للمنافسة الدولية، وتهدف جامعة أم القرى إلى تحقيق نقلة نوعية في أدائها الأكاديمي والبحثي وتحسين مخرجاتها وفق المؤشرات والمعايير الدولية، والذي بدوره ينعكس على مستوى الجودة الجامعية. وانسجاما مع رؤية المملكة 2030 نحو بناء اقتصاد المعرفة كأولوية استراتيجية لتعزيز البحث العلمي والإسهام في تنمية اقتصاد الوطن وتنويع موارده، حرصت جامعة أم القرى على تكوين شراكات محلية وعالمية لتطوير العمل الأكاديمي والبحثي؛ لتسهم بشكل عملي في خدمة المجتمع بشكل عام ومنظومة الحج والعمرة بشكل خاص». «أم القرى» تحتل المركز 551 عالميّا حسب تصنيف «كيو إس» العالمية المركز الرابع على مستوى الجامعات السعودية والثامن عشر عربيّا وقال وكيل جامعة أم القرى: «كما حرصت جامعة أم القرى، من خلال برنامجها الخاص، على استقطاب الأساتذة والباحثين المميزين على مستوى العالم من خلال التعاون البحثي والخدمات الاستشارية العلمية المشتركة؛ للاستفادة من خبراتهم وتجاربِهم المميزة في الحقل العلمي والأكاديمي، وقد تنوعت خدمات الأساتذة والباحثين المميزين بين خدمات استشارية للتأهيل للاعتماد الأكاديمي، مراجعة وتطوير المناهج والبرنامج الأكاديمية، والإسهام في الأبحاث العلمية المشتركة، ووضع آليات لنشر ثقافة الابتكار، وريادة الأعمال، والتعريف بطرق تحويل الأفكار الإبداعية إلى مشروعات رائدة ومنتجة، بالإضافة إلى المشاركة في العديد من البرامج التدريبية التنفيذية وأشار إلى أن هناك التصنيف الجزئي والذي يجري حسب البرنامج الأكاديمي؛ حيث تصنف الجامعات وفق البرامج المحددة التي تطرحها، ويمكن لهذا النوع من التصنيف أن يغطي مستويات مختلفة للتعليم العالي من درجة البكالوريوس إلى الدراسات العليا.. ومنذ العام 2011م تخطو جامعة أم القرى خطوات ثابتة نحو تحسين وضعها في تصنيف الجامعات العالمية، ووفق أحدث تصنيف للجامعات للعام 2017/2018 أصبحت تحتل المركز 551 عالميّا حسب تصنيف كيو إس للجامعات العالمية، كما جاءت في المركز الرابع على مستوى الجامعات السعودية والثامن عشر عربيّا. المركز الرابع على مستوى السعودية التبادل المعرفي والخبرات وأضاف: «من خلال وحدة التعاون الدولي بالجامعة والتي تختص بتطوير التعاون والشراكات العلمية والأكاديمية مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والبحثية العالمية الرائدة- تهدف شراكات جامعة أم القرى إلى تطوير البرامج التعليمية والبحوث العلمية والابتكارات، وذلك من خلال التبادل المعرفي ونقل الخبرات العلمية والبحثية وتوطين التقنية من خلال البحوث العلمية المشتركة؛ الأمر الذي انبثق عنه العديد من أوجه التعاون في أغلب تخصصات الجامعة مع جهات مرموقة على الصعيد العالمي، ومنها على سبيل المثال لا الحصر جامعة هارفارد – أمريكا، كلية لندن الجامعية – بريطانيا، جامعة تفتس – أمريكا، وجامعة بوردو – أمريكا، الجامعة الطبية بفينا – النمسا، جامعة جونز هوبكنز – أمريكا، وهيئات الاعتماد الأكاديمي الألمانية، وكلية ماساتشوستس للصيدلة والعلوم – أمريكا، وكلية بابسون - أمريكا، وهيئات الاعتماد الأكاديمي الأمريكية». استقطاب الباحثين المميزين نعمل على تأصيل العمل الأكاديمي والمؤسسي وفق المعايير العالمية 10 كليات حصلت على الاعتماد البرامجي الدولي و27 برنامجا معتمدا