مؤخراً عقدت وزارة الداخلية مؤتمراً صحفياً تحدث فيه عدد من المسؤولين عن تطوير وتحديث خطط وأنظمة المرور وقد أعلن في المؤتمر عدد من الإحصائيات المرورية المفجعة منها أن هناك حادثاً يقع في كل دقيقة وهناك أربع إصابات كل ساعة وأن 70% من الحوادث تقع خارج المدن في حين تقع 30% داخلها، كما تتراوح نسبة الوفيات من الحوادث خارج المدن 32% في حين بلغت نسبتها للحوادث داخل المدن 68% وقد بلغ إجمالي الحوادث المرورية في العام الماضي 460,488 حادثاً مرورياً أدت إلى 7,489 وفاة بمعدل 20 حالة وفاة يومياً و33, 199 إصابة جسيمة بمعدل 4 إصابات كل ساعة. المملكة تأتي دائماً في مقدمة الدول الأكثر خطورة في عدد حوادث السيارات والوفيات مقارنة بعدد السكان، ووفقاً للأبحاث الحديثة والتي أجريت مؤخراً فإن الشباب هم الأكثر عرضة لتشتت الذهن أثناء القيادة بسبب بعض السلوكيات الخاطئة والتي يمارسونها أثناء القيادة مثل استخدام الهاتف الجوال في المكالمات وإرسال الرسائل أو تصفح المواقع أو متابعة خرائط جوجل أو تناول الطعام أو الشراب وغيرها من الملهيات والتي أفادت الدراسات بأن أكثر من مليون شخص قد لقوا حتفهم على الطريق بسبب تشتت الذهن أثناء القيادة، كما أوضح الباحثون ومعدو هذه الدراسة والتي نشرت من خلال وكالة أنباء الشرق الأوسط بأن مثل هذا التشتت لا يستغرق من الوقت أكثر من ثانيتين ليكون فريسة لحوادث الطرق المروعة. البعض يستهين بهذا الأمر ويعتقد بأن لديه المهارة والقدرة والخبرة للسيطرة على المركبة وأنه يستطيع أن يحافظ على تركيزه أثناء القيادة ويقوم بأكثر من عمل وهو يقود المركبة في حين أن الحادث لا يستغرق من الزمن سوى ثانيتين من تشتت الذهن لتقع الكارثة وتحدث -لا سمح الله- الوفاة مما جعل تلك الحوادث تشكل تاسع سبب للوفاة على مستوى العالم ومن الثلاثة أسباب الرئيسية لوفاة الشباب حول العالم. إن زيارة واحدة لإحدى المقابر أو أحد المستشفيات تقدم لنا الدليل والبرهان حول ما يسببه هذا التشتت الذهني لهذه المدة القصيرة من فقد لأفراد أعزاء علينا أو إصابات خطيرة قد تساهم في تغيير مجرى حياتهم بالكامل، بل إن قرابة نصف وفيات الحوادث في المملكة والذين يزيد عددهم سنوياً عن 7 آلاف شخص هم من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا والسبب يكمن في (ثانيتين) فقط يتشتت فيهما الذهن من أجل جوال ولا يتم التركيز على القيادة، فلابد علينا كمجتمع أن ندعم جميع الجهود القائمة للتوعية بالالتزام بتطبيق أنظمة السلامة المرورية مع أبنائنا وإخواننا خصوصاً فيما يتعلق باستخدام الجوال أثناء القيادة لنحمي جيل المستقبل من هذا الخطر الداهم.