• إذا كنت تعتقد أن حسن نصرالله وصديقه اللدود بشار الأسد، ومن لفّ لفّهم من الخونة العرب (حوثيين وغير حوثيين) هم أول عرب تمسح الخيانة بكرامتهم بلاط كسرى؛ ويلعقون شراك نعله، فاسمح لي بالقول إنك مخطئ.. فقد سبقهم إلى مستنقع الخيانة الفارسي الكثير ممن باعوا ضمائرهم، وخانوا أمتهم، وقاتلوا بالنيابة عن الفرس ضد بني جلدتهم، مقابل منصب أو حفنة من مال. • كراهة العرب واحتقارهم ومحاولة تركيعهم، جزء مهم من تركيبة العقلية الفارسية، ومن منهجها السياسي التوسعي القديم؛ الذي لم يتغير منذ أيام إمبراطوريتهم الفانية وحتى اليوم.. واستخدام الخونة من الحكام؛ وأشباه الحكام؛ والقادة العسكريين لإثارة الفتن وزرع واحد من أشهر آلياتهم لزعزعة المنطقة والسيطرة عليها!. • (النعمان بن المنذر) ملك عروبي حر، ساءه كثيرا استخفاف كسرى بأمته واستحضار مثالبهم في مجالسه، والنظرة الدونية لهم، فحاول التخلص من السيطرة الساسانية التي كانت تفرض عليهم الجزية، وتؤمر عليهم الخونة، فجمع رؤساء القبائل العربية من أجل بلورة موقف ورأي عام عربي موحد تجاه العنجهية الفارسية، وقال لهم: «إنما أنا رجل منكم، وإنما ملكت وعززت بمكانكم، وليس شيء أحب إليَّ مما سدد الله به أمركم، وأصلح شأنكم، والرأي أن تجتمعوا ليعلم كسرى أن العرب على غير ما ظن أو حدثته نفسه» فاجتمع حوله العرب وناصروه.. لكن خونة ذلك الزمان وشوا به، وخوفوا كسرى من ميله للاستقلال وتوحيد العرب، فدبر له زيد بن عدي وآخرون مكيدة، وتم قتله دعسا تحت أقدام الفيلة، وولى كسرى على الحيرة أحد أذنابه (إياس بن قبيصة) لكن هذه الأحداث كانت مقدمة لثورة عربية توجها العرب بقيادة هانئ الشيباني وحنظلة بن سيار بانتصار ساحق كسر شوكة الفرس في ذي قار، فعزل بن قبيصة وذهب بقية أذنابه إلى مزبلة التاريخ. • العرب الأحرار يكرهون الخيانة، ولا أدل على ذلك من كراهتهم ورجمهم لقبر أبي رغال (دليل أبرهة إلى هدم الكعبة) الذي كانت العرب ترجم قبره صباح مساء، وسيأتي اليوم الذي ترجم فيه العرب قبر (حسن نصر الله) وكل أذناب الفرس في المنطقة. • يعرف المهتمون بالتاريخ أن ما يحدث اليوم في المنطقة هو مشهد تكرر كثيرا عبر التاريخ، وكانت الغلبة فيه للحق، فلا تهتموا كثيرا بما يقوله أذناب الفرس ضد المملكة؛ وضد العرب الأحرار الصامدين في وجه أئمة الكراهية الفارسية، وضد مشروعهم القديم الجديد، الذي زادته (الخمينية) سوءا وقبحا وضغينة، وسيكون مصيرهم كمصير أبي رغال أو أشد سوءا بإذن الله.