مدخل: هذا المقال موجه في أغلبه للقراءة الأدبية. مللت من القراءة العادية، حيث أمسك كتابًا من على الرف وأجلس في مكاني المعتاد وأبدأ بالقراءة.. روتين القراءة المنزلية بات يبعدني عن القراءة فضاعت هونًا ما بين المسؤوليات والأولويات على سُلمي بإدراك واع مني، لأنني لم أعد أجد طعمًا للكلمات، ولا رائحة للأوراق، بلا مقدمات سرت الصفحات سائمة هوائي.. لم يعد للخيال تأثيره الساحر عليّ كما سابق عهده! الآن أصبحتُ في مرحلة التجسيد الواقعي والروعة الماثلة والأثير المتطاير أمامي حتى ألمس طرف السحر وأقتفي أثر الحرف إلى معناه السرمدي. لعل رسم لوحة القراءة الآن أصبح مهمًا لناظري ونفسي أكثر من مجرد القراءة.. أريد تلمس الموجودات لأتنفس بعدها المكنونات فاستمتع بالكتاب وبقراءتي.. فالقراءة على سفح جبل مؤكد أنها مختلفة عن القراءة على الأريكة في منزلي! هناك في زورقي المبحر أريد أن أفرد جناحي القراءة، في أحد زوايا المقاهي المفتوحة، أو المكتبات العامة، في القطار أو الطائرة، على الشرفة المزدانة بالزهور، أمام الشاطئ، تحت السماء المنسدلة على العشب، بين أغصان الشجر الفرعاء أريد أن أخوض تجربة القراءة كمغامرة جديدة في كل مرة تجددني وتنعشني. يقول كتاب قراءة القراءة، لمؤلفه: فهد بن صالح الحمود: «ينبغي للقارئ قبل أن يُقدم على قراءة أي كتاب أن يعرف أن الكتاب الذي يريد أن يقرأه مناسب له، ذلك أن كل مؤلف وكاتب يريد أن يوصل فكرة معينة فهو يتلمس من يتقبلها وتصلح له»، فانتقاء الكتاب المناسب هي الوسيلة الثانية لطرد الممل وخوض تجربة قرائية مشوقة مع الكتاب المختار. والوسيلة الثالثة التي وجدتها هي القراءة الجماعية، وأقصد بها أن يقرأ كل شخص بمفرده، ثم نناقش الكتاب معًا فتكتمل اللوحة ويكتمل الفهم. أخبرني الآن، ما هو الكتاب الذي اخترته؟ اختر صُحبته وحاول أن تُهيئ خلجاته قبل أن تقلب صفحاته.