لم يأت اختيار موقع مشروع «نيوم» من فراغ بل إن هناك الكثير من المقومات التي يمتاز بها الموقع في شمال غرب المملكة العربية السعودية لكي يكون محورًا شماليًا للتنمية المستقبلية في المملكة. فوجود المشروع على سواحل البحر الأحمر بالقرب من قناة السويس والتي يعرف عنها أنها من أكثر المنافذ البحرية اكتظاظًا بالحركة التجارية بين الشرق والغرب والعكس وبالتالي فإن وجود «نيوم» على بعد كيلو مترات قليلة من هذه القناة يمنحه فرصة لكي يكون موقعًا مميزًا لحركة تجارية وبحرية ومركزًا لانتقال البضائع بين القارات. ووجود «نيوم» في أقصى الشمال الغربي للمملكة العربية السعودية يمنحها أيضًا موقعًا مميزًا لكي تكون مركزًا لحركة اقتصادية برية بحرية من الشرق الأوسط إلى العالم الآخر سواء من خلال تصدير واستيراد المواد الخام أو المنتجات الزراعية والنفطية والمعادن التي ستنتج من المناطق الشمالية والغربية في المملكة. «نيوم» اختيرت لكي تكون مقرًا ومحورًا دوليًا للتكنولوجيا العالمية الحديثة ومحفزًا للمستثمرين من كل دول العالم لبدء نشاطهم الاستثماري الصناعي والتكنولوجي في هذه المدينة، وبالتالي فإن الحاجة ستكون كبيرة لتحرير الأنشطة التجارية والاقتصادية وتحقيق السرعة في تنفيذ متطلبات الشركات الحالمة التي تبحث عن البيئة الملائمة والمشجعة لاستثماراتها. فكثير من الشركات والمستثمرين على مستوى العالم يضعون العقبات التي تفرضها حرية الاستثمار كأحد معوقات اختيارهم للدول التي يستثمرون فيها، لذلك فهذه الشركات التي تتحكم في حركة الاستثمار على مستوى العالم تمثل فرصة لاستقطابها في «نيوم» مع توافر الفرص المتاحة وكذلك البيئة الجاذبة إضافة إلى الموقع الجغرافي الإستراتيجي. «نيوم» سيكون لها دور في الحركة السياحية في منطقة الشرق الأوسط فهي في موقع إستراتيجي خاصة مع وجود «جسر الملك سلمان» والذي سيربط بين الأراضي السعودية والمصرية مخترقًا أراضي مشروع «نيوم» وبالتالي ستكون هذه المدينة محورًا هامًا للربط بين قارات العالم آسيا وإفريقيا وأوروبا مستثمرًا الموقع الجغرافي المميز