* أٌدرك إن لم أكُ مُخطئاً بأن مفردة (قسطرة) تعني تلك العملية التي يجريها أطباء القلب لفتح انسدادات الشرايين وتوسيعها من أجل إزالة كل ما يعترض تدفّق الدم. * عرفت مؤخراً بأن هناك قسطرات أخرى ك»قسطرة الذات» تلك التي بشّر بها الدكتور راشد الشمراني الشهير ب(أبي هلال) نسبة لدورهِ كممثل في مسلسلٍ رمضانيّ كوميديّ تابعه الملايين من محبي الدراما السعودية. * إذاً ما دام فضاء استخدام مفردة القسطرة مُتاحاً لغير الأطبّاء فما بالنا نحن الكَتَبَة لا نخوض مع الخائضين ونعلن عن ابتكار قسطرة ثالثة رأيتها ذات أهمية قصوى في التصدي لمآزقنا ومعالجة ورطاتنا تلك التي شوهت صورتنا داخلياً وخارجياً. * قسطرة شرايين العقل أقصد بها فتح انسداد شرايين الدماغ (الفتح هنا معنويّ) لعلها تدفع بأصحاب العقول التي أُغلقت بأقفال التخلّف لاستعادة الوعي من جديد والاندماج مع الجموع الراكضة نحو المستقبل. * أهم ملمح قد نلمسه في المتعافي نتيجة هذه القسطرة إدراك (المُتقسطر) بأن مسيرة التنمية البشريّة والتغيير بل والتقدّم لم تتوقف حين أقفل عقله قبل أكثر من ثلاثة عقود بل كان التسارع والتسابق بين الأمم والشعوب نحو حياة أفضل على أشدّه في وقت كان يعيش هو ظُلمات بعضها فوق بعض مُرتكساً على ذاته يجترّ مقولات ربما ليس لها وجود سوى في المخطوطات المطموسة حتى من ذاكرة التاريخ. * إذا كانت قسطرة شرايين القلب تعيد حيويته في دفق الدم لبقيّة أطراف الجسد ليتعافى من الضعف والعِلل فلعل قسطرة شرايين العقل تُزيّن لصاحب العقل المتكلّس أفعال التدبّر والتفكّر والتأمل وطرح الأسئلة والقطيعة مع تأجير العقل للآخرين ثم إطلاق قدراته اللامحدودة تسبح في فضاءات الخيال ،أليست الابتكارات والاختراعات المُذهلة كانت نتاج خيال واسع لم يقف عند حدود المحظورات ولا سدود المحاذير كما أن المبتكر أو المخترع لم تستهوهِ حكايات الشعوذة والخُزعبلات وفي ذات الوقت لم يُفكّر في اختراع العَجَلة من جديد بل طورها وأضاف على فكرتها حتى انطلق بها نحو غزو الفضاء لاكتشاف كواكب قد تناسب حياة البشر حتى تكون بديلاً للأرض التي تسير نحو الهاوية بفعل جنون الإنسان ذاته. * لن أضمّ فكرة قسطرة شرايين العقل لحيازاتي الخاصّة أو كما ينوّه الورّاقون في كتبهم عن حفظ الحقوق والتحذير من النقل أو الاقتباس فهي مُتاحة مُشاعة لمن يجد فيها شيئاً من المنطق. [email protected]