أكد طبيب استشاري أن مجالات القلب في السعودية سجلت تقدماً كبيراً بالمقارنة مع دول عديدة في الشرق الأوسط، وكثير من البلدان الأوربية. وأن التطور في المهارات وفي التقنيات جعل عمليات القلب روتينية. وقال الدكتور فادي الصوص، رئيس قسم القلب بمستشفى المملكة، أن التطورات التي تمت في حقل العلاج القلبي في السعودية انعكست على مؤشر الوقت بخفض الوقت المطلوب لإنقاذ المريض بإجراء القسطرة القلبية من 90 دقيقة (الرقم العالمي) إلى نحو 54 دقيقة. وأوضح د. الصوص جوانب مهمة عن حالات «القصور القلبي» وطرق العلاج، وأنواع القسطرة، والتطور الذي شهدته عمليات القلب، وكشف أن الجاهزية والتطور وكفاءة الفريق الطبي هي أهم عوامل الثقة في المنشأة الطبية، خاصة في حال العلاج القلبي. ما القصور القلبي؟ هو عدم قدرة القلب على تلبية حاجات الجسم من الدم، وبالتالي قصور إمداد الدم بالأكسجين نتيجة لضعف عضلة القلب وعدم قدرتها على الاسترخاء بطريقة صحيحة. فإذا أصيب الشخص باحتشاء العضلة القلبية (الجلطة القلبية) تضعف العضلة وتكون غير قادرة على ضخ كافية من الدم، فيشعر الشخص بأعراض ناجمة عن نقص الأكسجين، ومن تلك الأعراض: ضيق التنفس، والشعور بالتعب عند القيام بجهد بسيط، والدوخة. كما أن القصور القلبي يؤدي إلى احتباس السوائل، ما يعرف ب (ماء في الرئة)، فتصبح الرئة ثقيلة، مثل الإسفنج المبلل، وعندئذ يشعر الشخص بعدم ارتياح، وصعوبة في التنفس، خاصة عند النوم والاستلقاء، فيضطر للاستيقاظ ليتمكن من التنفس، فيصبح النوم مضطرباً. ونتيجة لعدم الحصول على قدر كاف من الأكسجين تتعب عضلة القلب، وتصبح الكلى غير قادرة على القيام بمهامها ووظائفها، وكذلك الكبد. ما الأمراض الأكثر شيوعاً في المملكة التي تسبب القصور القلبي؟ السكري مرض شائع في المملكة، 1 من كل 4 أشخاص مصاب بالسكري، وهؤلاء تكثر لديهم أمراض القلب والجلطات القلبية، وكذلك أمراض الضغط الشرياني شائعة، نظراً لنوعية الطعام وكثرة الملح، وعدم الحركة، وتأثير ذلك على العضلة القلبية والشرايين القلبية وشرايين الدماغ. ما الجديد في القسطرة القلبية؟ لقد شهد عالم القسطرة القلبية تطورات كبيرة خلال السنوات العشر الماضية، فالأدوات المستخدمة في عمليات شرايين القلب صارت أصغر وأكثر دقة، وتطورت الدعامات والبالونات. ومن الجديد في المجال إمكانية تغيير الصمامات عن طريق القسطرة، وكذلك سحب التجلطات بالقسطرة. وهذا كله جعل الاحتياج لعمليات القلب المفتوح أقل مما كان قبل 10 سنوات. هل حالة المريض هي التي تحدد القسطرة المطلوبة له؟ هناك نوعان من القسطرة، الأولى القسطرة الإسعافية، أي عندما يأتي الشخص إلى الطوارئ مصاباً بجلطة قلبية (انسداد الشريان القلبي بصورة مفاجئة)، والحالة تتطلب فتح الشريان لإنقاذ عضلة القلب، وعدم حدوث ضرر في المستقبل. وفي الحالة الإسعافية كلما بكر المريض بالحضور إلى قسم الطوارئ، وإجراء القسطرة بالسرعة اللازمة، كانت إعادة المريض إلى حالته الطبيعية ممكنة. والنوع الآخر من القسطرة هي التي نعمل فيها على إنقاص أعراض آلام الصدر أو ضيق التنفس عند القيام بجهد. وعادة هذه الحالة تنجم عن وجود انسداد في واحد من شرايين القلب. وفي هذه الحالة وضع الدعامة ينقص الأعراض ويحسن الحالة. وما المستجدات والابتكارات في مجال جراحة القلب؟ مثلما أشرنا، الأجهزة والأدوات المستخدمة في عمليات القلب تطورت بصورة كبيرة، الأمر الذي أدى إلى اختصار وقت العملية، ومن المستجدات الاعتماد على استخدام الشرايين في الوصلات، أكثر من الأوردة، لأن حياة الشرايين أطول، ولذلك فهي أفضل. وفي مجال عمليات القلب أصبح هناك أسلوب يعرف ب «الأقل اعتماداً على الجراحة»، وهي الحالة التي لا تحتاج فتح الصدر، بل يدخل الجراح من خلال فتحات صغيرة ويجري تغيير الصمام والعمل على الوصلات الشريانية. هل زراعة القلب بديل عملي لعلاج أمراض القلب؟ زراعة القلب هي آخر العلاج، ويتم اللجوء إليها عندما لا تفي القسطرة الغرض ولا تكون حلاً، فتكون الزراعة هي الحل. والشخص الذي يخضع لعملية زراعة القلب يحتاج باستمرار لأدوية معينة تسمى (مثبطة للمناعة)، يجب أخذها بدقة حتى تقي المريض الأعراض الجانبية، وهذه الأدوية لها تأثيراتها، ولكنها ضرورية ومهمة. عمليات القلب هل باتت متاحة في المملكة بصورة لا تجعل المواطن يبحث عن العلاج في الخارج؟ مجالات القلب في السعودية متقدم كثيراً، مقارنة مع دول عديدة في الشرق الأوسط، وكثير من البلدان الأوروبية. فعمليات دقيقة تجرى في السعودية باستخدام تقنيات عالية ومتطورة على أيدي أطباء مهرة وذوي كفاءة مهنية، ما جعل عمليات القلب روتينية. ونحن في مستشفى المملكة نفخر بأننا جزء من هذا التطور، فلدينا فريق طبي يجري عمليات القلب المفتوح والصمامات، وهي عمليات من قبيل الخيال قبل نحو 20 سنة. ماذا عن قسم جراحة القلب لديكم؟ القسم متكامل، فهناك جراح قلب ومساعد للجراج على أهبة الاستعداد باستمرار، ولدى المستشفى أجهزة متقدمة للعمليات ولمراقبة المرضى بعد العمليات لتأكيد أفضل النتائج والقسطرة، وتسهيلات واسعة لإجراء العمليات الإسعافية. ولدينا عيادات خارجية للمتابعة. فضلاً عن وحدة العناية القلبية المجهزة، وأطباء على مدار الساعة لمتابعة الحلات لحظة بلحظة. ونعتقد أن الإقبال الذي يشهده القسم يعود إلى الثقة في الجاهزية والكفاءة، ففي المعدل يتم إجراء نحو 600 قسطرة قلبية سنوياً، و60-65 جراء قلب. وتطوير القسم مستمر، وفي الوقت الراهن بصدد إضافة جناح للقسطرة، وزيادة أطباء جراحة القلب للقيام بالعمليات الأقل (ذات التدخل الجراحي المحدود). ولعل من أوضح المؤشرات الدالة على كفاءة القسم مؤشر الوقت، أي الوقت من وصول المريض للمستشفى إلى إجراء العملية. فالمؤشر المعروف عالمياً هو تحت ال 90 دقيقة، والآن في مستشفى المملكة حققنا رقماً قياسياً، وهو فقط 54 دقيقة من وصول المريض إلى فتح الشريان وإتمام العملية بنجاح. 54 دقيقة وقت قياسي فعلاً إذا رأينا أن أكثر المستشفيات الكبيرة في العالم تستغرق من 50 إلى 75 دقيقة. Your browser does not support the video tag.