في الماضي كنا نتأسف على تخرج الطلاب من الثانوية العامة والتحاقهم بالجامعات وبقائهم هناك عدة سنوات يصرف عليهم المال ويبذل الجهد وتمر السنين ثم يجدون أنفسهم في نهاية المطاف أسرى في سجن البطالة ولايجدون فرص عمل تتلاءم مع تخصصاتهم التي تخرجوا منها . وبعد إطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي والتحاق عشرات الآلاف من طلاب وطالبات بالبرنامج تأسف البعض لأن العائدين من البرنامج لم يتمكنوا من الحصول على فرص عمل أيضاً واستمرت المشكلة بل واتسعت فلم تعد محصورة في خريجي الجامعات المحلية بل وحتى خريجي الجامعات الدولية ، ومع أن بعض الجهات الحكومية قامت قبل عدة سنوات بإطلاق مبادرة ربط الابتعاث الخارجي بفرص عمل موجودة لديهم غير أن الأعداد المعلنة من تلك الجهات بسيطة للغاية مقارنة بأعداد المبتعثين لأن الوظائف الحكومية بشكل عام تبقى محدودة خصوصاً خلال الفترة الحالية . المبتعث الخارجي أو حتى خريج الجامعة المحلية هو ثروة وطنية كبرى لم تستثمر حتى اليوم بالشكل المطلوب ، فنحن نجد بعض الجهات الحكومية أو شركات القطاع الخاص تقوم بإرسال منسوبيها لدراسة تخصصات معينة في مجالات محددة وتنفق عليهم أموالاً طائلة للدراسة والتدريب وقد يتوقف العمل في تلك الجهة لحين انتهاء أولئك الأفراد من فترات التدريب في تلك التخصصات وعودتهم في حين لدينا عشرات الآلاف من المبتعثين وقد يكون بعضهم في تخصصات علمية مطلوبة من قبل تلك الجهات ولكن لا أحد يعرف عنهم شيئاً ولم يتواصل معهم أحد سواء من القطاع الحكومي أو الخاص . بالأمس نشرت صحيفة الاقتصادية خبراً بعنوان ( على غرار « طاقات « .. منصة إلكترونية لتوظيف خريجي الابتعاث )، ويفيد الخبر بأن وزارة التعليم قد أطلقت منصة « سفير « لخريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لتمكينهم من فرص العمل المتاحة بالشراكة مع القطاعين الحكومي والخاص ، وأفادت الصحيفة بأن الوزارة بصدد الاتفاق مع الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص للسماح لهم بالاطلاع على بيانات الخريجين وتخصصاتهم وتقديم العروض الوظيفية لهم عند مناسبة مؤهلات الخريج وتخصصه لجهة التوظيف ، وستكون الوزارة مشرفة على جميع العروض التي تطرح للخريجين وسيكون دورها كوسيط بين الخريج بعد الابتعاث وجهة التوظيف . خطوة رائعة من المفترض أن يستفيد منها القطاع الخاص بشكل كامل فهذا مبتعث سعودي يدرس في تخصص بجامعة دولية وسيتخرج ويأتي للعمل دون أن يكلف القطاع الخاص أي شيء بل يمكن أن تتطور هذه المنصة ليقوم القطاع الخاص بإبداء رأيه في إمكانية تغيير بعض التخصصات وفق احتياجه وبالتالي يتمكن من تقديم عروض وظيفية أفضل لأولئك الخريجين من برنامج الابتعاث .