موضوع التخطيط من الموضوعات المهمة في حياة كل فرد، فالإنسان المنتج هو الذي يعرف مسبقا كل خطوة سوف يخطوها وكيف سيقوم بها ومتى سيقوم بها، وحتى نكون أفرادا منتجين ونساهم في تكوين مجتمع منتج يتمكن من تحقيق الأهداف والتطلعات الكبرى وفي مقدمتها رؤية السعودية 2030، فإنه يجب علينا أن نسعى جادين إلى أن نجعل منهج التخطيط من المناهج الأساسية في الحياة اليومية لشباب وشابات الوطن. معنى التخطيط هو أن تقرر سلفا ما يجب عمله لتحقيق هدف معين، وهو عمل يسبق التنفيذ ويتكون من عدة عناصر منها: وضع الإستراتيجيات والأهداف والسياسات والإجراءات والقواعد والموازنات، وتكمن أهمية التخطيط في توضيح الأهداف، وكذلك ضمان الاستخدام الأمثل للموارد، كما أنه أحد أدوات القياس للنجاح، فالنتائج إن جاءت متوافقة مع ما تم وضعه من مخططات، فهذا شيء إيجابي، كما أن التخطيط من العوامل المساعدة لتوفير الأمن النفسي. من أكثر الأسباب التي تجعل بعض شبابنا اليوم طاقات معطلة، ويعيشون في محيط من الفوضى، هو أن كثيرا منهم لا يُخطِّط لمستقبله ولا يضع لنفسه أهدافا واضحة يسعى لها، بل إن بعضهم لا يعرف ما يريد ولا إلى أين يتجه ولا لماذا يسلك هذا الدرب، فهو يسير إما بشكل عشوائي أو لأنه رأى الناس يسلكون دربا ما، فهو يسلكه معهم. من المشكلات التي تواجه بعض الشباب هو أنه لم يتعلم منذ الصغر معنى التخطيط ولم يفهم أهدافه ولم يعرف جدواه أو قيمته، لذلك لا تجد بعضهم يقتنعون بمعنى التخطيط، ولا أن يكون له خطة يسير عليها، فهو حتى لم يحاول أن يُخطِّط أو حتى يستعين بمن يساعده على التخطيط. بعض الشباب يفتقد للتخطيط ليس فقط على مستوى العام، بل أيضا على مستوى النشاط اليومي، فبعضهم يقوم صباح كل يوم ولا يعرف ماذا يريد أن يعمل، وما هو برنامجه لهذا اليوم، وماذا يريد أن يحقق، والبعض قد يضع تصورا معينا، ولكن لا يلتزم به ويُؤجله لليوم الذي يليه، ويفاجأ أن الأسبوع قد انتهى وهو لم يُحقِّق ما خطط له. إن غياب التخطيط من حياة بعضنا، جعلنا نعيش في حالة من الفوضى، ومواصلة عدم التخطيط سيجعلنا نوافق على مواصلة الاستمرار في هذه الحالة حتى تصبح حياتنا لا قيمة لها، فالبعض يعتقد أن التخطيط هو من الكماليات التي لا ضرورة لها، وبالتالي تنقضي سنين عمره، وهو بعيد عن منهج التخطيط، فهو بذلك يُطبِّق المقولة التي تقول: من لا يخطط للنجاح فقد خطط للفشل.