تعد مرحلة الصفوف الأولية في المرحلة الابتدائية حجر الزاوية لتعليم الطلاب والأساس الذي تبنى عليه المراحل التعليمية اللاحقة حيث يتعلم فيها مبادئ العلوم الأساسية كاللغة والرياضيات والعلوم. ويمر طلاب هذه المرحلة بالجزء الأول من طفولتهم المتأخرة ( 7 – 12 ) سنة وهي المرحلة التي مازال الطالب فيها يعتمد بشكل أساسي على التعليم المحسوس المعتمد على حواسه الخمس في تعلم وفهم ما يدور حوله قبل أن ينتقل فيما بعد إلى مرحلة التفكير المجرد في مراحل التعليم اللاحقه، وللتعامل مع ذلك فإن من مسؤوليات المهتم بالشأن التربوي فهم أفراده واستكشاف مكنوناتهم وطاقاتهم وتلمس جوانب القوة والضعف فيهم. ولاشك أن الألعاب التربوية تتيح لهم فرصة لمراقبة سلوك أفراده في مواقف تحاكي الواقع . وتختلف الألعاب التعليمية عن طرق التعلم الأخرى في كون المقدم ليس مصدر المعلومة الوحيد بل هو أحده ويتوقع من المشاركين أن يساهموا في إثراء الخبرة التعليمية من خلال مشاركتهم فالكل يتعلم من الكل وهو ما يضفي عليها عنصر التشويق والإثارة كما أن الألعاب التعليمية تحفز الطالب على استخدام كامل حواسه وطاقاته الذهنية ليصبح الفهم لديه سريعاً وسهلاً حيث يستخدم الأدوات والوسائل التعليمية عوضاً عن الكتاب المدرسي، وهو أحد وسائل التعلم الذكي لتنمية المهارات المختلفة ومن أنجح الوسائل لتنمية روح الفريق والعمل التعاوني الجماعي، وبذلك تصبح الفصول الدراسية بيئة جاذبة للطلاب للتعلم. وعلى أرض الواقع في مدارسنا مازال التعليم بالترفيه يعاني حيث خلصت دراسة علمية أن 20% فقط من المدارس في العالم العربي تستخدم نظريات التعلم بالترفيه وأن 80 % من معلمي تلك المدارس خاصة الحكومية منها يفتقرون إلى التأهيل والتدريب الكافيين لتفعيل إستراتيجيات التعلم باللعب في المدارس وإن استخدمت فتكون باجتهادات فردية تفتقر إلى خطوات المنهجية العلمية السليمة فالألعاب طريقة تربوية لها جذورها النظرية في الجامعات العالمية العريقة وتطبيقاتها الميدانية في الفصول التعليمية في المدارس الغربية تستند إلى ثروة من الأركان والدراسات تحت العديد من المسميات منها: التعلم من خلال الممارسة، التعلم الترفيهي أو التعلم بالمرح. وفي الختام يقول عالم النفس نيتشه: ( في داخل كل منا طفل يتوق للعب ).