ذلك العدو اللدود.. صديق الفشل والضياع.. عدو الحياة والنجاح.. صديق سوء من غير البشر.. إنه الفراغ.. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ). فإن لم يكن بمقدورنا تغيير المجتمع كافة أو حتى المجتمع البسيط من حولنا، أو حتى المجتمع الأصغر داخل بيوتنا.. فهناك مجتمع ينتظرنا داخل أرواحنا وربما هو الأولى بهذا التغيير «إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ».. لست خبيرة نفسية أو مصلحة اجتماعية وكلماتي لم تكن على نمط (كيف تتحدث الانجليزية في عشرة أيام)، ولست هنا لأجد حلا، بل هي (فضفضة) أو حديث نفس على ورق.. وربما مجرد أمنيات على غرار أمنية أفلاطون لبناء مدينته الفاضلة. حيث أن كلا منا له هواية أو ربما يبرع في مجال دون سواه حتى أولئك البسطاء الذين لم يحملوا أي شهادات ينطبق عليهم ذات الحديث، فهوايتنا ليست ما كنا نردده لمعلماتنا في اليوم الأول من كل عام (الرسم والسباحة وإن كنا لا نفقه في أحدهم شيئا) هوايتنا هويتنا، هي ما نحب، هي ما نقوم به ونحن سعداء، هي ما نجد أنفسنا بها، هي حدود لا نسمح لأي شخص مهما كان أن يجعلها موضع سخرية أو تهكم. وإن ظن البعض أنه بلا هواية أجزم بأنه مخطئ، ربما تندثر بعض الهوايات والمهارات وتختفي مع ضغوطات الحياة، ولكن إن بحثنا عن الأجزاء المفقودة منا حتما سنجدها.. ولو عمل كل منا على تنمية ذاته ومهاراته وأفنى جهوده لبناء روحه بدلا من تلك الأعمار المبعثرة في التلصص والتطفل على حياة الآخرين ومراقبة أحداث هذا الكون دون حراك لباتت الحياة أجمل. فنحن بلا عمل ولا هواية.. على حافة هاوية.