الولاء المطلق للوطن قيمة ثابتة لا تتغير، هو ولاء بلا حدود، لا يقبل الازدواجية، ومن كان له ولاء مزدوج فهو كمن لا ولاء له، أي فاقد لأهم شروط المواطنة وقيم الوطنية، فالولاء يلعب دورا مهما وحيويا في استقرار الوطن وتماسكه، وتقع مسؤولية غرسه في نفوس الأبناء على عاتق أفراد المجتمع ومؤسساته، ولكن على الرغم من ذلك قد يظن البعض أن الولاء شعارات وأهازيج تردد في المناسبات، ويتهاون البعض الآخر بغرسه في عقول النشء، ليترك مسؤولية ذلك على المدرسة التي يصل إليها الطفل بعد سنوات من الإدراك والفهم، دون التعرف على أبسط قيم الولاء.. فما أهمية تغذية الأطفال بمفاهيم ومصطلحات الانتماء والولاء للوطن.. وهل أبناؤنا بحاجة إلى منهاج التربية الوطنية لنغرس فيهم حب الوطن؟! الولاء هو تأكيد الانتماء وتعميق الارتباط بكل ما يرمز إليه الوطن من قيم ومثل ومبادئ وخصوصيات ونظم وقوانين وأمجاد تاريخية، وهو أيضا الإخلاص في خدمة الوطن، والحرص على سلامته من كل الآفات والأضرار والمخاطر التي يمكن أن تمسه ماديا ومعنويا. والولاء للوطن بهذا الاعتبار، هو السعي من أجل أن يكون الوطن في الذروة من المجد والسمو والازدهار، وأن يكون الوطن أولا في كل الأحوال والظروف، وألا يكون ثمة شيء يسبق الوطن في القيمة والاعتبار، مهما تكن الدواعي والأسباب والضرورات، لأن الوطن فوق كل المعايير والحسابات. والولاء للوطن بهذا المفهوم، هو الارتباط العقلي والوجداني إلى أبعد الحدود، وأن يكون هذا الارتباط الحميمي الركيزة التي يقوم عليها الارتباط القانوني والدستوري؛ لأن الأوراق الثبوتية للمواطنة، ليست سوى صورة للانتماء الحقيقي وشكل من أشكال الولاء الكامل والمطلق للوطن النابع من الإيمان الذي يغمر القلب بالوطن، ومن الإخلاص في القول والعمل في خدمة المصالح العليا للوطن التي هي في جميع الأحوال، سلامة الوطن وصون سيادته وحماية استقلاله والحفاظ على كرامته.