أمير دولة الكويت يذهب لأمريكا للمساعدة في حل مشكلة خليجية لا تحتاج إلا لساعات معدودة لحلها داخل مجلس التعاون؟! مراهقون سياسيون في قطر يتعنتون ويكابرون ويراوغون من أجل الالتفاف على المطالب ال13 وجميعها تنتهك سيادات دول على أراضيها ثم تقوم قطر بعمل إسقاط نفسي على دول المقاطعة وتقول إن تلك المطالب هي انتهاك لسيادة قطر!! ولنأخذ المطالب ال13 واحدة واحدة لنرى إذا كانت بالفعل تنتهك سيادة قطر. أولها تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع إيران، وهذا فعلته دول المقاطعة بل البعض منها قطعت علاقاتها مع إيران كالسعودية ومملكة البحرين ومصر. وهذا المطلب يتماشى مع النظام الأساسي لمجلس التعاون، والتي تنص مادته الثامنة على «وضع السياسة العليا لمجلس التعاون والخطوط الأساسية التي يسير عليها»، إضافة إلى أن المجلس تم تأسيسه في 25 مايو عام 1981 ليكون تكتلا سياسيًا واقتصاديًا. المطلب الثاني إغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر، وهذا يتوافق مع اتفاقية الدفاع المشترك لدول المجلس الموقعة في المنامة عاصمة مملكة البحرين في 21 ديسمبر 2000. المطالب الثالث والرابع والخامس والتي تتضمن قطع كل علاقاتها مع المنظمات الإرهابية والطائفية والإيدلوجية، ووقف جميع وسائل التمويل للأفراد أو الجماعات أو المنظمات التي تم تصنيفها بأنها إرهابية، وتسليم الشخصيات الإرهابية والهاربين والأفراد المطلوبين لدول المقاطعة الأربع، وتجميد أصولهم، وتقديم أي معلومات عن إقامتهم وتحركاتهم وأموالهم وجميعها تنسجم مع الاتفاقيات العربية والإقليمية والدولية التي تنص على مكافحة الإرهاب وتمويله ودعمه. المطلبان السادس والحادي عشر إغلاق قناة الجزيرة والمحطات والمنصات الإخبارية التي تمولها كونها تخرج عن المهنية الإعلامية، والتحريض على الفتنة والخروج على النظام العام، ودعمها لجماعات إرهابية كجماعة الإخوان وحزب الله وداعش والمليشيات التابعة للقاعدة. المطلب السابع وقف التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان، ووقف تجنيس المواطنين «المطلوبين» من دول المقاطعة الأربع. المطلب الثامن أن تدفع قطر تعويضات عن الخسائر في الأرواح والخسائر المالية الأخرى. المطلب التاسع أن تصطف قطر مع دول الخليج والدول العربية الأخرى عسكريًا وسياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا وفق اتفاق 2014. المطلب العاشر تقدم قطر كافة التفاصيل الشخصية حول جميع أعضاء المعارضة الذين دعمتهم. المطلب الثاني عشر والثالث عشر الموافقة على جميع المطالب وعلى مراجعات شهرية لمدى جدية قطر في الامتثال لتلك المطالب. إذن أين الانتهاك لسيادة قطر؟! أما مقولة الوساطة الكويتية أن الخيار العسكري تم استبعاده فهذا غير صحيح وهو ما تم نفيه من قبل الدول الأربع، وأنه لم يكن خيارًا مطروحًا في الأساس؟! أنها بالفعل المراوغة التي يجب أن تواجه بأمرين: تجاهل مثيرات حكام قطر بالصمت وعدم الرد عليها حتى تنطفئ تلك المثيرات، والثاني الاستمرار في المقاطعة وسوف نرى حكام قطر يرفعون الرايات البيضاء.