الحاج محمد إسماعيل خان وعقيلته صفية خان حاجان من دولة بنغلاديش يبلغان من العمر 6 عقود ونيف اقتسما العمر وتناصفا الحج معًا مشيرين خلال حديثهما ل«المدينة» بأنهما كانا يمنان النفس لأداء فريضة الحج منذ ارتباطهما قبل ما يقرب 35 عامًا ولم يتحقق حلمهما إلا في هذا العام. وأشار الحاج خان إلى أن رحلة الحج كانت تراوده منذ الصغر وبدأ في تجميع الأموال لأدائها لكن في كل مرة يضطر نتيجة الظروف التي لا تمهله طويلا إلى صرفها مرة في علاج والدته ومرة في ترميم منزلهم الذي سقط نتيجة الأمطار والسيول التي تشهدها عاصمتهم دكا، وتارة من أجل الزواج والاقتران بشريكة العمر قبل أن يفته قطار الزواج وتارة بسبب تزويج شقيقاته. مبينًا بأن رحلة الحج بالنسبة للبنغلادشيين مكلفة جدًّا خاصة في ظل ضعف الدخل ووقوع أكثر من ثلثي الشعب على أو تحت خط الفقر ما يجعل الحلم بأداء الحج أشبه بفقاعة صابون سرعان ما تتبدد وتتلاشى بين ظروف الحياة وترتيب الأولويات مبينًا منذ زواجه من زوجته وشريكة عمره صفية تقاسما هم جمع أموال الحج وتعاهدا على ألا يحجا إلا معًا ومنيا النفس كثيرًا بأن يوفقهما الله في تحقيق رغبتهما ولن يستسلما للظروف التي تعصف بهما في كل مرة يكونان فيها قاب قوسين أن يحطا رحليهما في أقدس البقاع وأطهرها على وجه الأرض. هكذا بدأت قصة الحاج محمد خان وعقيلته صفية واصفين وقوفهما بعرفات أسمى أمانيهما ومسحت دموع أعينهما كل الآلام والمآسي التي مرت عليهما في حياتهما كيف لا وهما يقفان على صعيد مشعر عرفات في يوم الحج الأعظم ليتوجها صوب بيت الله وأملهما في العودة إلى بلدهما كيوم ولدتهما أمهاتهما.