أوصى المشاركون في ندوة الحج الكبرى التي تنظمها «وزارة الحج والعمرة»، بالمحافظة على استمرارية هذه الندوة المباركة كونها من المظاهر الكريمة في العلم والمعرفة، ومن المنافع المشهودة في الحج، وحث الدعاة في الحج على الدعوة إلى السلم لإثراء أحكام الفقه الإسلامي عمومًا بمظاهر السلم، وفي أحكام المناسك بشكل خاص. وعبرت الندوة عن تأييدها للمنهج الشرعي الذي تقوم عليه المملكة العربية السعودية وتطبيقها للكتاب والسنة في جميع أنظمتها وقراراتها وإجراءاتها للحفاظ على السلم، ونبذ الفرقة والتحزب والتطرف ومحاربة الإرهاب بكل أشكاله وصوره مشيدين بالجهود العظيمة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لتحقيق السلم واجتماع ووحدة الصف وجمع الكلمة كما تحث الندوة على نشر نصوص الكتاب والسنة المؤصلة لمفهوم السلم وتحقيقه. وأوصى المشاركون في الندوة التي اختتمت أعمالها أمس تحت شعار«الحج منبر الإسلام من بلد الله الحرام» بتأسيس منتدى إسلامي دولي بمسمى «المنتدى الإسلامي الدولي للسلم» تكون غايته الكبرى وهدفه الأسمى نشر مبادئ السلم الداعية للسلام، والرد على افتراءات البعض بأن الإسلام دين عنف وتطرف وإرهاب وأن يعقد المنتدى جلساته في مختلف العواصم الأجنبية، ويتحدث لهم بلغاتهم، ويحاورهم بالحجة والبرهان واليقين. وأوصت الندوة العلماء والدعاة وطلاب العلم بإرشاد الناس وتوجيههم لاسيما الشباب إلى أهمية اجتماع الكلمة ونشر الوسطية والسلم بما يحقق رؤية المملكة 2030 وتؤكد الندوة على أهمية توظيف تكنولوجيا الاتصالات الحديثة، على شبكة «الإنترنت»، لترسيخ إنشاء مواقع علمية إسلامية تبث ثقافة السلم، ورصد كل ما يقال أو يكتب مما يثير الفتن، ويكون سببًا في إحداث الفرقة والافتراق، مع دراستها دراسة معمقة، من قبل متخصصين في جميع المجالات، والردّ عليها بمنهج علمي، وأسلوب واضح، وبلغات مختلفة، وأن تشتمل وسائل الإعلام المختلفة على مواد إعلامية مناسبة لكل مرحلة عمرية، يكون مضمونها التوعية بأهمية السلم، والتحذير من الفرقة والاختلاف، ودور ذلك في دعم الوحدة الوطنية، والنهوض بالوطن، والحفاظ على أمنه ومكتسباته. وتوصي الندوة العلماء والمفكرين والعالميين بأهمية تقديم مضامين ناضجة، مؤصلة بالنصوص، ومقدمة بمهنية، يتم من خلالها إبراز منهج السلف الصالح في مسألة السلم والأمن، وشدد المشاركون على وضع خطة إستراتيجية دولية لنشر السلم و معالجة ظواهر التطرف والغلو والإرهاب، وعمل مطويات من بعض ما ورد في أبحاث هذه الندوة مثل موضوع «الإيثار في الحج» وترجمتها إلى كافة لغات العالم وتوزيعها على الحجاج بقصد تثقيفهم بالقيم التي تحقق السلم في الحج، والعمل على إصدار موسوعة علمية عالمية عن السلم في الإسلام وترجمتها إلى لغات العالم المختلفة، والسعي إلى تحويل مفاهيم السلم إلى مشروع حضاري أخلاقي عملي من خلال تطبيقه عمليًّا على مستوى الأفراد، والمجتمعات، وإنشاء كراسٍ علمية تعنى بعمل دراسات وأبحاث عن السلم بالتعاون مع الجامعات ومراكز البحوث المختصة، ويوصي المشاركون في الندوة برفع جزيل شكرهم، وعظيم امتنانهم، لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على جهوده المباركة في جمع كلمة العرب والمسلمين ووحدة صفهم وتوحيد كلمتهم، واهتمامه بقضايا الأمتين العربية والإسلامية، ولموافقته السامية على عقد هذه الندوة المباركة.