رُعب حقيقي يعيشه أهالي محافظات القنفذة والمجاردة وبارق والعرضيتين وما تلاهم، وخطر متربص بعابري طريق الموت، طريق (الجرد) من أهالي ومسافرين، طريق يربط أكثر من محافظة وعابريه بالآلاف يوميًا، حصد ومازال يحصد الكثير من الأرواح البريئة بسبب الإهمال واللامبالاة.. فهذا الطريق لم يرسمه أبدًا مهندس، بل رسمه شخص مهووس بالثعابين!! هذا الطريق ما هو إلا طريق ثعبان في هجرته الشتوية من تهامة إلى السراة، ففي كل منحنى من منحنياته الألف! مصيدة وفخ للموت. مسار واحد فقط ومزودج رغم كثافة عابري الطريق والمسافرين من خلاله من محافظات عدة! فلا يوجد إشارات ضوئية عاكسة ليلًا، ولا يوجد شباك حديدية لعزل خطر الإبل! به ما لا يُعد من المنحنيات المفاجئة ومع كل هذه المخاطر يظل طريق الجرد هو الطريق الوحيد الآن الذي يربط ويختصر المسافة بين محافظات السراة والطريق الدولي الموصل لمكة المكرمةوجدة وبقية المدن على الساحل الغربي، مرورًا بمحافظاتي القنفذة والليث. لا تكاد تُنسى فاجعة حتى يدميّ هذا الطريق قلوب آباء أو أمهات أو أبناء بفاجعة جديدة أشدُ إيلامًا، وكأنه آتون مُستعرٍ ليل نهار لصهر أرواح الأبرياء. أين أنتم يا من أوكل الله لهم مسؤولية القيام على مصالح البسطاء من أبناء هذه المحافظة؟ أين تقارير رجال الشرطة والمرور عن أسباب الحوادث المرورية المستمرة ليل نهار؟ أين أنتم يا من يمكنكم إيصال معاناة الناس مع هذا الطريق إلى المسؤولين، أين المجالس البلدية؟ نعلم أن طريق الثعابين ليس ضمن اختصاصكم، لكن لديكم أكبر صلاحية وهي تفويض المواطنين الذين انتخبوكم، تفويض تستطيعون من خلاله تحريك المياه الساكنة لهذا الطريق والمطالبة بتشكيل لجنة فنية لتقييم السلامة بهذا الطريق. لماذا لم تتحدثوا عن طرق الموت، والمستشفيات وعجزها عن كثير من الحالات، والمباني الجامعية الوهمية، والمياه، وغيرها وكم نتمنى أن تُشكل لجنة فنية للوقوف على معايير الجودة والسلامة على طريق الموت هذا.