قال الله تبارك وتعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلالِ وَالإكْرَامِ)، وقال الله جل شأنه وعز سلطانه: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ ثُمَّ إلَيْنَا تُرْجَعُونَ)، ويقول النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: (أكثروا من ذكر هادم اللذات يعني الموت). إن القلم ليعجز، واللسان يتلعثم، والكلام يقصر في وصف محاسن فضيلة الشيخ أحمد بن علي غرامة، مدرس ومربي الأجيال، وإمام وخطيب الجامع الكبير ببلجرشي، ومن الموحّدين الدعاة إلى الله على بصيرة، ويذكّر، ويرشد، ويوجّه، ويصلح، بل من أوائل المصلحين، موفقًا مسددًا آخذًا بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين الحالقة). إن الشيخ أحمد بن علي غرامة -رحمه الله- ورع محبوب عند كلِّ مَن يعرفه، ذو صلة في رحمه وأقاربه، عابد، خلوق، وصول، يحثّ ويذكّرنا بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء) كان يذكرنا بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن سرّه أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه). وأحسبه كما قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)، وأحسبه كما قال النبي صلى الله عليه آله وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه). وكما قال الإمام الشافعي -رحمه الله-: قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات فكان ينتقي طيب الكلام، ويعبر بالحسن، ويرفع معنوية الضعيف، ويقف إلى جانب اليتيم، والأرملة، والمساكين. وإذا تكلّم تود ألاّ يسكت. تتلمذت على يديه فكان نعم المربي، والأستاذ المثالي، والمدرس الفاضل، لمّا كان إمامًا وخطيبًا للجامع الكبير في سوق بلجرشي، يتوافد إليه عدد كبير من المصلين لسماع خطبته، وكان -رحمه الله- كريمًا سخيًّا باذلاً للمعروف. رحم الله الفقيد (أبا علي)، فكم له من محاسن ومكرمات، وأعمال جليلة، رحمة الله عليه، وجعل الله الخير والبركة في ذريته.. اللهم آمين. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. داود أحمد العمري - جدة