سيدة تكتب العرائض لمراجعي الدوائر بجدة

أمام بوابة إحدى الإدارات الحكومية بجدة، تجلس «أم عبدالرحيم» خلف آلة كاتبة قديمة الطراز، تكتب لأحد المراجعين معروضًا يقدمه لتلك الإدارة الحكومية، وتتأكد من صحة أوراق معاملة آخر، وتملأ نموذجًا لثالث، وتتميز بثقافة واسعة وقدرة على انتقاء المفردات الملائمة خلال حديثها مع الزبائن.
وسردت أم عبدالرحيم قصتها قائله: منذ سنوات طويلة كنت أعمل بشؤون الضباط بوزارة الداخلية السودانية، وبعد زواجي من مواطن سعودي انتقلت للعيش بالمملكة، كنت اهتم حينها بمسؤوليات المنزل وهو يقوم بالعمل، ومؤخرًا لم يعد زوجي الطاعن بالسن قادرًا على الرؤية وأردت أن أعمل وأضيف لأسرتي دخلًا ماليًا، ولكن لم أعرف ماذا أعمل، اتجهت ذات يوم إلى جوازات الكندرة لأجد عددًا من النساء يعملن بذات المهنة هناك، وبعد حديثي معهن وجدت نفسي قادرة على أن أعمل بهذا المجال، وهو تخليص معاملات المراجعين، فأنا أمتلك الكثير من الخبرة في هذا المجال من عملي السابق، ومع ممارستي العمل رفقة إحداهن وجدت نفسي بعد فترة وجيزة متمكنه جدًا من كتابة المعاريض للجهات الحكومية وتعبئة النماذج الحكومية وتدقيق المعاملات، وأجني في اليوم دخلًا لا بأس منه من عملي هذا، وأشعر بالرضا التام لما أقدمه لأسرتي وزوجي المريض.