اشتكى مواطنون ومقيمون من ارتفاع أسعار السمك بشكل جنوني في جازان لا سيما أنها منطقة ساحلية، ويعد السمك أكلة أساسية لدى أغلب العائلات فيها، مستغربين من الأسعار التي يعرض بها بعض الأنواع في سوق السمك بمدينة جازان مشيرين إلى أن سعر السمكة الواحدة من الكنعد «الدراك» أو الضيرك باللهجة المحلية أغلى من الذبيحة إذ يتراوح سعر السمكة الواحدة ما بين 600 إلى 1000 ريال. من جهتهم، أرجع صيادون وبائعون ارتفاع الأسعار إلى سوء الاحوال الجوية (موسم الغبار) حيث يمنع الصيادون من النزول للبحر، وان تم السماح لهم فلمسافة محددة شريطة ألا يتاخروا في البحر. وقال محمد بحاري: إن سعر السمك وصل إلى أرقام فلكية حيث تجاوز سعر السمكة الواحدة من الدراك 1000 ريال وهذا سعر مبالغ فيه، ويفوق مقدرة كثير من المستهلكين، لافتا إلى أن الغالبية يقبلون على شراء الدراك ومن ثم العربي والبياض. بينما ذكر محمد الحربي أنه توجد أنواع عدة من السمك بأسعار مختلفة، فهناك البلدي واليمني والعماني، مشيرًا إلى أن الأنواع الرخيصة لا تتميز بالجودة العالية. وقال: الجميع يرغب في شراء الأنواع الجيدة لكنهم يصطدمون بالأسعار المرتفعة وذلك من قبل شهر رمضان وحتى الآن. وأيده الرأي حسن علوان، مشيرًا إلى شح السمك بالسوق وارتفاع سعره منذ أربعة أشهر، مضيفا: لا نجد السمك في السوق أحيانا خلال رمضان، وقد ساهمت شركات التوزيع في شحه وغلاء سعره. بينما أرجع يحيى أحمد سبب ارتفاع الأسماك إلى وجود العمالة الأجنبية في السوق التي تتحكم بالأسعار، فمنهم من يبيع كيلو السمك ب60 ريالًا ومنهم من يبيع نفس النوع ب70 ريالًا للكيلو الواحد أما محمد زنوم أحد مرتادي السوق فقال: التجار يتحكمون في الأسعار، ويحرصون على رفعها حتى إن سعر السمكة الواحدة أضحى يفوق سعر الذبيحة إذ يتراوح سعرها ما بين 600 إلى 1000 ريال». وأضاف: اشتريت اليوم نصف حبة سمك ب200 ريال، وكنت اشتريها قبل فترة بمبلغ يتراوح ما بين 80 إلى 90 ريالًا، مطالبًا بوجود رقابة على سوق السمك ومتابعة أسباب ارتفاع الأسعار. من جهته، حمل عيسى قرموشي أحد بائعي الاسماك مسؤولية غلاء الاسعار إلى الصيادين، قائلا: نشتري السمك من الصيادين بسعر غالٍ، فنضطر لبيعه بنفس السعر مع الحصول على مكسب مناسب» مشيرًا إلى شح السمك في البحر في الأيام المقمرة، أما الأيام الأخرى فيكون السمك متوفرًا وبأسعار عادية وفي متناول الجميع، لافتا إلى وجود أنواع بأسعار مقبولة، لمن اراد السمك الأقل جودة. ووافقه الرأي عيسى سالم بائع سمك، مؤكدا أن الصيادين يرفعون الأسعار على الباعة، قائلا:»نشتري السمك من الصيادين بعد قدومهم من البحر في الصباح الباكر، ومن وثم نبيعه للمستهلك حسب الكمية والنوع وبالأسعار التي اشتريناها مع مراعاة المكسب. أما علي بلغيث أحد الصيادين وبائعي السمك فقال:»نواجه صعوبات في الصيد خلال الليالي المقمرة وعندما يكون الهواء شديدًا في البحر، ولم نتمكن من الصيد، حتى أن حصيلة الصيد للصياد الواحد لا تتعدى سمكة واحدة أو اثنتين، أما في الأيام العادية فنتمكن من صيد كميات كبيرة من السمك وبجميع أنواعه مثل النايلون والجلب». وعن أسعاره في الأيام العادية قال: إن سعر كيلو الدراك يصل إلى 30 ريالًا، لكنه يصل في بعض الفترات إلى 70 ريالًا، مشيرا إلى أن كيلو البياض يصل حاليًا إلى 30 ريالًا، والهامور 40 ريالًا. وعن الناجل قال يورد إلى جدة والرياض من خلال شركات توزيع، لأنه يتم بيعه بسعر أغلى هناك، حيث إن أغلب إقبال المواطنين في جازان على سمك الدراك.