كتبت سابقا مقالا في جريدة المدينة بعنوان: «الحب الحقيقي»، وهو الحب الذي تشعر به حين تجد وأخيرًا نصفك الثاني وترى فيه توأم روحك الذي طالما تمنيت أن تلقاه.. حسنًا اليوم سأخبركم بالحقيقة! إن الحب الحقيقي الذي كتبت عنه بالأمس ماهو إلا المرحلة الأولى من العلاقة التي تعرف في أصلها بالحب الرومانسي وليس الحقيقي! بل بالعكس تماما إن ما يحدث من نقطة الالتقاء والاندماج هذه هو رؤية عمياء بأن هذا الشخص مطابق لتوقعاتنا وأحلامنا ونرفض أن نتعمق أكثر من ذلك فنقبع في بقعة لا تميز الحسنات من السيئات في هذا الشريك بل تحافظ على الحب والشغف بلا منطقيات أو حسابات، وهنا يكمن سحر جمالها إذ أنها من الفترات التي لا تتكرر في العلاقة العاطفية إلا نادرًا فهي البداية وفقط وأكثر من ذلك هي من التجارب النادرة التي يخرج فيها الشريك من ذاته ليكتشف عوالم أخرى جديدة ومثيرة لم يعرفها من قبل مع شريك حياته ويجرب مغامرات كان يستحيل أن يخوضها بمفرده! بعد ذلك ينتقل الحبيبان إلى عكس ذلك تمامًا، إذ تنقلب التصورات من إيجابية إلى سلبية والأفكار تعبر عن نفسها بالمقلوب! فتتحول كلمة: «الشخص المنتظر وتوأم الروح» إلى: «أنت تغيرت، لست الشخص المناسب»! فتبدأ الخلافات وتظهر الاختلافات وخيبات الأمل، فلا مزيد من التظاهر والتمثيل بعد الآن في علاقتنا معًا. هنا تحدث الكثير من المشكلات ويحدث أن يقع الطلاق أو أن يبتعد كلا الطرفين عن بعضهما وربما هذا أفضل لكليهما حتى ينتقلا للمرحلة التالية أو يقررا الانفصال للأسف. المرحلة التالية هي في إعادة التفكير والتقييم بعقلانية، وتقبل الطرف الآخر كشخص مستقل بكل عيوبه واختلافاته، وإيجاد القواسم المشتركة حقا، وأخذ قرار التعايش والبذل والتضحية مع هذا الشريك مهما كلف الأمر، وأنا الآن أعتبر هذه المرحلة هي ما يستحق أن نسميها الحب الحقيقي لأنه قبول للسيئات قبل الحسنات! الآن نأتي لمربط الفرس: الحب الدائم والذي يطلق عليه بعض علماء النفس: «الحب الواقعي» لأنه عودة عاطفية بكامل الاقتناع والعقلانية والصدق، فهو حب حقيقي واقعي لا يشبه حب الأفلام والمسلسلات الخيالي، وهو الحب المطلوب الذي تعمر به البيوت والعلاقة العاطفية بين الزوجين.. إذًا، إن ما كتبته في مقالي الأول لا يجدي نفعًا إلا إن تحقق وتأصل ليكون فعلا أمنية محققة ودعوة مجابة في قولك عني: «هي توأم روحي وقطعة من قلبي ونصفي الثاني، أدمها لي يا الله حتى نشيب سويًا».